أكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد إن العقيدة التى تحكم القوات المسلحة وشكلت نواة تاريخها وعمرها هى التى جعلتها شريكة فى الثورة وليست مجرد راعية أو داعمة أو حامية وستبقى هذه العقيدة هى صمام الأمان والأهم والأوحد لهذه الدولة التى لن تسقط طالما بقيت هذه العقيدة وبقى أصحابها من خلاصة مصر وخير أجناد الأرض. واشار البدوى - خلال المؤتمر الجماهيرى بطنطا مساء الثلاثاء - أن الشعب المصرى يريد من رئيس الوزراء تشكيل حكومة من رجال دولة وطنيين أقوياء شرفاء قادرين على حماية الثورة من محاولات إجهاضها حكومة لا يفرضها أصحاب الأجندات الخاصة أو أى قوى خارجية يكون مبدؤها سيادة القانون وتطبيقه بحزم وحسم، ولا تسمح بالخروج عليه أو الخضوع للإبتزاز باسم الثورة أو الإستسلام أمام غضب فى غير موضعه وبغير حق. وشدد ان البرلمان القادم لا يجب أن يكون كأى برلمان فى تاريخ مصر، لايجب أن يشكل من حزب يحصل على الأغلبية وأحزاب فى مقاعد المعارضة، فالدستور لا يجب أن تضعه أغلبية تمثل فكراً واحداً، ولكنه عقد إجتماعى بين الشعب والدولة وبالتالى يجب أن يضعه برلمان يمثل كافة الأطياف والقوى السياسية المصرية. وأشار الى أن الشارع المصرى يعانى من إنتشار أعمال الفوضى والبلطجة والإعتداء على الأرواح والأملاك و غياب دور الدولة ومؤسساتها، مؤكدا ان الشعب لن يقبل أن تتحول مصر الى عراق جديده يسودها الفوضى والنزاعات والصراعات. واضاف ان القوات المسلحة هى المؤسسة الوحيدة المتماسكة والتى تمثل له طوق النجاة فى تلك المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، وجزء أصيل من نجاح ثورته والمعبر عن نبض شعب مصر على مدار تاريخه. واوضح، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتحمل ما يفوق طاقته ونعلم أنه كالقابض على جمرة من النار، يريد أن يتخلص منها ويسلمها فى أسرع وقت لحكومة مدنية منتخبه ولرئيس مدنى منتخب مشيرا الى كل المؤامرات والتحركات التى تحاك لمصر من أعداء الداخل والخارج ولكن ما نراه رؤى العين وأصبح واضحا لنا هو تسارع إيقاع المؤامرات المتتابعه من أجل دفع البلاد الى حافه الهاويه ولا يقابلها رد حاسم وقاطع، مازلنا نرى الخيوط تتجمع لتضع الشارع المصرى فى خطر كلما ضاقت الدوائر لتحقيق مطالب الثورة التى كنتم داعمين لها ومعترفين بشرعية مطالبها والرد غير واضح او مؤثر. واكد أن الوفد الذى كان ولازال سيظل حزب الوطنية المصرية والدستور وإستقلال القرار الوطنى متمسك بثوابته ولن يحيد عنها، نؤمن بدولة المواطنة والقانون، نؤمن بالحرية السياسية التى تقوم على أسس التعددية الحزبية والفكرية وإحترام حقوق الإنسان والحريات العامة، نؤمن بالحرية الإقتصادية المقترنة بالعدالة الإجتماعية وحسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات، نؤمن بدور مصر الرائد فى المجال العربى والإسلامى والأفريقى. نؤمن بأن مبادىء الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وبالقيم الروحية التى أرستها الديان السماوية جميعاً، وبالوحدة الوطنية، وهنا لابد لى من وقفة وأنا أرى وحدتنا الوطنية فى خطر، فالوحدة الوطنية كانت وستظل هى حجر الزاوية فى حماية مصر من أى تدخل خارجى فى شئونها، وإنى أتسائل ماذا أصابنا فلننظر الى تاريخنا هل كان أجدادنا وأباؤنا الذين صنعوا ثورة 1919 أقل تمسكاً بدينهم منا الآن، لا بل كانوا أكثر تديناً وأحسن خلقاً وقيماً ولكنهم أيضاً كانوا أكثر فهما وعلماً بصحيح الأديان كانوا أكثر حكمة وتعقلا وإدراكاً، لقد قاموا بثورة شعبية بعظمة. واكد ان ثورة 1919 التى علمت العالم الوحدة الوطنية فقد إمتزجت دماء المسلمين والمسيجيين وهى تروى حرية هذا الوطن وإستقلاله وإرتفعت الأعلام وهى تحمل الهلال معنقا الصليب ورددت الملايين شعار الدين لله والوطن للجميع وعاش الهلال مع الصليب، وقدم الأقباط المئات من الشهداء فى معارك الثورة، وقف القس مرقص سرجيوس على منبر الأزهر يخطب فى الناس قائلا إذا كان الإنجليز يتمسكون ببقائهم فى مصر لحماية الأقباط فليمت الأقباط جميعاً ولتحيا مصر.