من غير المرجح ان يخفف السودان من معارضته لنشر قوات تابعة للامم المتحدة في دارفور الاسبوع الحالي أثناء زيارة مسؤول اميركي رفيع لكن هناك دلائل على ان حكومة الخرطوم قد تبدي مرونة بشأن دعم قوات الاتحاد الافريقي في الاقليم المضطرب. ومن المتوقع ان ينقل جون نجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الاميركية رسالة صارمة من واشنطن التي هددت باتخاذ تدابير جديدة في محاولة لكسر رفض السودان لان تدعم قوات دولية قوة الاتحاد الافريقي التي تفتقر الى العتاد. وينشر الاتحاد الافريقي قوة قوامها 7 الاف فرد في دارفور حيث يستمر العنف رغم اتفاق سلام ابرم عام 2006 بين الحكومة واحدى فصائل التمرد.وقتل مسلحون مجهولون 5 من جنود الاتحاد الافريقي في وقت سابق من الشهر الحالي. كما سيزور نجروبونتي تشاد وليبيا وهما لاعبان اخران في صراع دارفور. ولم يتضح موعد وصوله الى السودان في اطار جولته الاقليمية. ومن المقرر ان يصل رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الى السودان اليوم الثلاثاء ومن المتوقع ان يناقش قضية دارفور. ويعرف عن مبيكي مهارته الدبلوماسية وتعزيزه لدور بلاده كوسيط في الشؤون الافريقية.وسيتركز محور النقاش على نتيجة اجتماع عقد في اديس ابابا في (نوفمبر) تشرين الثاني. وتقول الاممالمتحدة ان الخرطوم وافقت حينئذ على خطة من ثلاث مراحل تنتهي بعملية تتضمن نشر قوات مختلطة من الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة في دارفور.وقال السودان انه وافق فقط على المرحلتين الاولى والثانية بتقديم الاممالمتحدة للدعم المالي والامداد والتموين. ودعم رئيس الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري عقب اجتماعه مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الخرطوم قائلا انه كان هناك اتفاق واضح في اديس ابابا.بشأن وجود قوات أفريقية مشتركة تحت قيادة الاتحاد الافريقي الى جانب دعم مالي واداري وفي النقل والامداد من جانب الاممالمتحدة.لكنه قال ان حجم القوة الافريقية لم يتحدد بعد. ويجري الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة مناقشات في هذا الشأن يوم الاثنين في اجتماع فني في اديس ابابا.ويقول البشير ان قوات الاممالمتحدة تعادل الاحتلال الاجنبي واشار الى مراجعة مسائل متعلقة بدارفور. وقال مسؤولون اميركيون انهم يقتربون من فرض تدابير جديدة ضد السودان لكن يبدو ان ذلك الاعلان علق بعد ان قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يريد المزيد من الوقت لاقناع البشير بقبول قوة مختلطة.وتتضمن تلك التدابير موضع البحث اضافة مزيد من الشركات الى قائمة العقوبات الاميركية وفرض قيود اضافية على الشركات السودانية التي تجري تعاملاتها بالدولار وفرض قيود مصرفية وقيود على سفر ثلاثة أفراد سودانيين اخرين على الاقل.كما تهدف الولاياتالمتحدة الى الضغط على السودان عسكريا بالمساعدة في بناءقوات الجيش الشعبي لتحرير السوداني الذي دخل في حرب مع الشمال حتى ابرام اتفاق سلام عام 2005. لكن السودان الذي تعرض لضغوط محدودة من جانب الاتحاد الافريقي ويحظى بعلاقات متنامية مع الصين بقي على موقفه متحديا.واتهم السودان الدول الاوروبية يوم السبت الماضي بمنع الدعم عن قوات الاتحاد الافريقي في دارفور في مسعى لجعل تدخل الاممالمتحدة عسكريا ضروريا. وعلى الصعيد ذاته اعلن مبعوث صيني امس انه نصح السودان ب "ابداء ليونة اكبر حول خطة كوفي انان" التي اقترحها الامين العام السابق للامم المتحدة والمتعلقة بنشر قوة مشتركة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور.وصرح المبعوث زاي جون للصحافيين في ختام زيارة للسودان دامت ثلاثة ايام ان "الصين تقدر جهود السودان لارساء السلام في دارفور لكنها تأمل في ان تبدي الخرطوم مزيدا من المرونة حول خطة انان".واضاف المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الصينية "ما من تناقض في الجوهر بين المخاوف السودانية من تدخل دولي وخطة انان".وتعد الصين من الدول التي تتمتع بنفوذ كبير في السودان بسبب التعاون الوثيق بين البلدين خصوصا في القطاع النفطي. وسعى المبعوث الصيني الى التأكيد بان بلاده لا تدعم الخرطوم في رفضها نشر قوة دولية في اقليم دارفور الذي يشهد حربا اهلية ادت وعواقبها خلال اربع سنوات الى سقوط مئتي الف قتيل ونزوح مليوني شخص.وقال زاي "نأمل في ان يقبل اصدقاؤنا السودانيون هذه الخطة. ليس لتسمية القوة اي اهمية اكانت افريقية او مشتركة".