عرضت الصحيفة ظاهرة الاعتقاد بفوائد الاحجار الكريمة مثل منع السحر وشفاء الأمراض وزيادة الذكاء بل وطرد الحشرات المؤذية . في مناطق عديدة حول العالم ينتشر الاعتقاد بفائدة الاحجار الكريمة في منع السحر وشفاء الأمراض وزيادة الذكاء بل وطرد الحشرات المؤذية . ولكل نوع من هذه الاحجار خصائص فيزيائية وكيميائية ترجح أهليته للقيام بهذه المهمة او تلك.. وكانت احدى قريباتي قد أخبرتني عن جارة قديمة كانت تملك خاتما من العقيق الدموي الأحمر اشتهر بمقاومة لدغات العقارب. وفي اكثر من مناسبة عملت وهي طفلة كمرسال لنقل هذا الخاتم بين "الملدوغين" من سكان الحارة !! هذا الاعتقاد العجيب ينتشر أيضا في الصين حيث يؤمن الناس بقدرة العقيق على الشفاء من لدغات الأفاعي والحشرات السامة. وفي بورما يضاف لمهمته هذه قدرته على زيادة الذكاء وتقوية الذاكرة وتهدئة نوبات الجنون أما في الكونغو فتستعمل النساء الكهرمان لتعجيل الطلق والتخفيف من شدة الولادة وألم الدورة. والكهرمان بالذات له استعمالات طبية كثيرة بين هنود أمريكا الجنوبية أشهرها إزالة الصداع وتساقط الشعر ومعالجة الحروق وازالة البهاق. اما أطرف الاعتقادات فهو حرص الفلاحين في سري لانكا على لبس العقيق الأخضر أثناء البذار للحصول على غلة وفيرة. أما أكثرها كلفة ففي أندونيسيا حيث يطحن الكهرمان - ويخلط مع العسل - لعلاج مشكلة العقم.. وهذا الاجراء يذكرنا بالملكة الفرعونية كليوبترا التي كانت تعشق إذابة اللؤلؤ الثمين في النبيذ وتشربه "على الريق" (وقد علّمت عشيقها الروماني انطونيو هذه العادة التي سرعان ما انتقلت الى قياصرة روما) !! أما في أوربا فقد استعملت القبائل الجرمانية حجر الجاجاتس لحفظ النفس وجلب الحظ واستمالة الجنس الآخر. والجاجاتس حجر اسود لماع سريع الاحتراق كانت طائفة الديزود في بريطانيا تحرقه على الشواطئ أملا بعودة الصيادين وزيادة المحصول (وهو بالمناسبة مسكن جيد لآلام الاسنان) ! أما في عصرنا الحاضر فهناك الطبيب المصري الدكتور فهمي العراقي صاحب اول دراسة حول الاعتقادات الشعبية في الاحجار الكريمة. ولديه كتاب بعنوان (الأسرار الخفية للأحجار الكريمة) يميل لتأكيد المعتقدات الفلكلورية السابقة مثل قوله : "ان حجر الزمرد والالماس الذي تضعه المرأة في يدها ليس لمجرد المباهاة او حفظ القيمة ؛ فكثير من النساء يؤمن بقدرة الاحجار الكريمة في منع العين وابطال السحر وحل عقد الزواج". وفي محاولة منه لإضفاء الطابع العلمي على آرائه يقول في موضع آخر "فالاحجار الكريمة كتلة من الجزيئات المتحركة (رغم كافة المواد تتكون من جزيئات ذرية دائمة الحركة) لها تناغم وتوافق وتأثير على الاشياء المحيطة بنا. وهي غير تأثيرها المادي لها تأثير نفسي ومعنوي خاص بكل نوع منها ؛ فمن الاحجار الكريمة من يجلب الراحة والطمأنينة والشجاعة والثقة بالنفس ومنها ما يعالج شتى الأمراض ومختلف الأوجاع" !! أما الحقيقة التي يؤكدها المنطق وأثبتها الواقع فهي أن (جميع) المعتقدات السابقة خرافية وساذجة وبعضها خطير بالفعل والأهم من هذا أن الاعتقاد بقدراتها الخارقة هو (باختصار شديد) نوع من الشرك الأصغر ... !!