قال نائب رئيس تحرير الاهرام والمختص فى الشؤون العربية فتحى محمود تعليقا على قرار تشكيل الحكومة اللبنانية المفاجئ الاثنين برئاسة نجيب ميقاتى بعد حالة من الجمود استمرت خمسة اشهر ان تداعيات الموقف فى سوريا من الاحتجاجات الشعبية وتصاعدها كانت وراء تشكيل الحكومة التى تعتبر موالية لسوريا بامتياز. واكد انه فى ظل تغييب الطائفة السنية وهى الطائفة الاكبر فى لبنان باستبعاد ممثليها الحقيقيين والممثلة فى قوى الرابع عشر من يناير برئاسة سعد الحرير عن حكومة تتشكل من 30 وزيرا سيكون عاملا لعدم استقرار الحكومة الوليدة وتوقع ان تظهر المشاكل امامها خلال الايام القليلة الماضية . واكد فى لقاء ببرنامج صباح الخير يا مصر ان الموقف الذى تشهده سوريا والذى يمثل ضغطا كبيرا على نظام الرئيس بشار الاسد دفع القوى المعارضة التى تتشكل منها الحكومة الجديدة برئاسة ميقاتى للتنازل عن حساباتها الداخلية لتشكيل الوزارة وهو ماكان كل طرف يصر عليه الايام الماضية فتنازل حزب الله وهو القوة الرئيسية فى التحالف الموالى لسوريا عن مقعد وزارى وتنازل طلال ارسلان وهو درزى موالى لحزب الله عن طلبه بحقيبة وزارية بارزة (كان وزير دولة فقط ) كما تنازل نبيه برى رئيس مجلس النواب عن مقعد ايضا ضمن مقاعد مخصصة لحزبه . وقال المحلل السياسى فتحى محمود ان هذا وضع سياسى لحكومة اللون الواحد فى حين تتعدد الالوان والاطياف السياسية فى لبنان لدرجة التباين واكد انه ينم عن الهشاشة وعن عدم القدرة استمرار عمل الحكومة التنفيذى خلال الفترة القادمة بنجاح مما سيتسبب فى مشاكل او العودة للمواجهات مرة اخرى وهو مايخشاه الداخل اللبنانى. واضاف نائب رئيس تحرير الاهرام ان قوى المعارضة يمثلها حزب الله وحزب امل وهما من الشيعة والتيار الوطنى (مسيحى مارونى) برئاسة ميشيل عون والدروز الذين ينقسمون لفئة تمثل 80 % يمثلها الزعيم الدرزى وليد جمبلاط الذى انقلب على قوى الرابع عشر من اذار وانضم للمعارضة بدعوى الحياد وطائفة اخرى يمثلها ارسلان تمثل 20% من الدروز وهو موالى لحزب الله ايضا . واكد ان تشكيل الحكومة سيبعد حكومة تسيير الاعمال برئاسة سعد الحريرى والتى كانت تقوم بمهام الوزارة بعد انقلاب المعارضة عليها (قوى الثامن من اذار ) بعد تلميحات بتوجيه تهم الاشتراك فى اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريرى من المحكمة التى شكلتها الاممالمتحدة لعدد من مسؤولى حزب الله الشيعى وكانت حكومة تسيير الاعمال التى يراسها الحريرى امتداد لحكومته التى قدمت استقالتها قبل خمسة اشهر تحت ضغط من المعارضة واشار فتحى محمود الى الوضع الامنى غير المستتب فى لبنان حتى الان والذى دفع رئيس الوزراء سعد الحريرى لادارة وزارته من خارج بيروت خوفا من تعرضه لمحاولة اغتيال كالتى تعرض لها والده قبل عدة سنوات وهو مايشير الى ان لبنان مايزال يعانى من الاحتقان الكبير تحت السطح بالرغم من الظاهر المستقر.