أكد عبد الجواد أبو كب الكاتب الصحفي أن القمة الأمريكية الخليجية هي قمة الضرورة فرضتها الأحداث الجاريه في مربع العلميات العسكري بمنطقة الخليج وأضحت لازمه بعد تطورات الأوضاع على الأرض في اليمن. وأضاف أبو كب أن الأداء الخليجي تجاه التعاون مع أمريكا قبل القمة كان محفوفاً بالشك وهو ما جعل التمثيل من بعض الدول ليس على المستوى الأول. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الكاتب الصحفي عبد الجواد أبو كب حول العلاقات العربية الأمريكية بعد قمة كامب ديفيد. إلى نص الحوار. *** من الفائز في كامب ديفيد.. امريكا وإيران ام الأمن القومي العربي؟ وفق المتاح من المعلومات على السطح السياسي يبدو أن هناك حالة من التوافق والرضا بين الطرفين وهذا ما وضح من تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أعرب عن رضا بلاده عن القمة ووصفها بالتاريخية وغير المسبوقه وهو نفس التعبير الذي استخدمته الإدارة الأمريكية في التعليق على القمه ونتائجها لكن يبقى تحديد الفائز رهن المتغيرات على أرض الواقع وما ستسفر عنه الأيام المقبلة بالنسبه للأوضاع في اليمن وخاصة على الحدود السعودية. *** واشنطن ودوّل الخليج هل تم التوافق؟ تم التوافق إلى الحد الذي خلق حالة رضا لدى الطرفين لأنها بحثت تخوفاً مشتركاً يخلق مصالح مشتركه للطرفين فدول الخليج كان هدفها البحث عن توافق مع الولاياتالمتحدهالأمريكية يضمن تحييد أمريكا واستمالتها إلى جانبهم بدلاً من مواقفها المؤيده ضمنياً للجانب الإيراني صاحب الخطر العظيم والدائم على أمن الخليج. وأمريكا من جانبها تبحث عن تسويق لمنتجاتها العسكرية التى عانت قبل سنوات من ركود كاد أن يعصف بعصب هذه الصناعه وأدى لتسريح آلاف العاملين بها ومن مصلحتها خلق أسواق جديدة أو تعظيم المبيعات لهذه المنتجات وبالتالي كان هذا محور أساسي في النقاشات تم تحت عنوان "تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية الإستراتيجية بين أمريكا والخليج. الأهم بالنسبه للجانبين هو مواجهه الإرهاب الذي بات خطراً إضافياً يهدد الداخل بقوه في دول الخليج وهو ما ظهر جلياً في العمليات الإرهابية التى شهدتها المملكة العربية السعودية مؤخراً أو العمليات التى إحبطت قبل تنفيذها في دول أخرى وهو ما يجعل مكافحة الإرهاب هدفاً مشتركاً لأن أمريكا وبالتجربه من أسهل الأهداف التى تبقى في مرمى نيران الإرهابيين. *** وماذا عن مصر.. هل برأيك كانت حاضرة في هذه القمة وهل بالفعل حسب مصادركم كان هناك خناقاً وتضييقاً على مسألة تسليح الجيش المصري؟ مصر حاضرة لأنها كذلك شاء من شاء وابى من أبى وحتى لو حاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية تغييب دور القاهرة فالخليج يؤمن بالفعل أن مصر هي إمتداده الطبيعي وجزء من آمنه القومي وشريك أساسي في أي تفصيله تتعلق بتطورات الأوضاع في منطقة الخليج. وأمريكا بدورها لا تستطيع التضييق على مصر فيما يتعلق بالتسليح العسكري. القاهرة فتحت آفاق تعاون كبيره مع 6 دول نوعت بها مصادر السلاح في الفترة الأخيرة على رأسها الصين وفرنسا وروسيا وهو ما يجعل الجانب الأمريكي في مربع الشراكة وليس التبعيه ربما للمرة الأولى منذ وقت طويل. *** هل دول الخليج حصلت على اي ضمانات أمريكية خلال اجتماعات كامب ديفيد التى لم يحضرها عدد من قادة الخليج؟ في السياسة لا توجد ضمانات صريحه إنما ما يلي هذه القمم هو ما يحدد فاعليه الإتفاقات التى تمت ومدى تحقيقها على أرض الواقع وأعتقد أن دول الخليج كانت أسبق بالمؤتمر المنعقد اليوم بالسعودية حول الأوضاع في اليمن الذي يشارك فيه الرئيس اليمني هادي منصور وفي تقديري أن الكره الآن في ملعب أمريكا لتثبت أنها جاده في تحقيق ما تم التوافق عليه خاصة فيما يتعلق بتحجيم العبث الإيراني في المنطقة. *** ما تعليقك على الحادث الإرهابي الاثم الذي راح ضحيته 3 من قضاة مصر الشرفاء؟ يأتي هذا الحادث كحلقة جديدة من إستهداف القضاة التى بدأت وتيرتها تتصاعد في ظل الأحكام المشددة التى تطال قادة جماعة الإخوان الإرهابية وهناك خطة واضحة المعالم وبالأسماء للقضاة الذين تستهدفهم جماعة الإخوان وأعوانها من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم كل القضاة الذين حكموا في قضايا إخوانية بالإدانة ثم قضاة محاكم أمن الدولة ويأتي ذلك في إطار محاولات الترهيب التى تنتهجها الجماعة الإرهابية وهو أمر لن يتوقف لكن خطة المواجهة من قبل الدولة مستمرة وأخذت بعداً جديداً صباح اليوم بإعلان حالة الطوارئ (ج) في وزارة الداخلية واعتماد خطة أمنية جديدة لتأمين القضاة والأهداف الإستراتيجية بالتعاون مع القوات المسلحة في كافة انحاء الجمهورية. *** هل هذا رد على الحكم على المعزول وجماعته؟ بالتأكيد هذه العملية كانت رد سريع ومرتب على أحكام الإحالة للمفتي بحق الرئيس المعزول وقيادات نظامه. *** الا ترى ان هذه الحادثة تؤكد أن الجماعات الإرهابية تعمل تحت ستار الإخوان؟ بالفعل غالبية الجماعات الإرهابية في مصر تعمل تحت مظلة جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي ويتضح ذلك جلياً في التوافق بين توقيت تنفيذ هذه العمليات والأحكام بحق جماعة الإخوان وأفرادها والمنتمين إليها وأيضاً من مقاطع الفيديو التى تقوم قناة الجزيرة والفضائيات المواليه لجماعه الإخوان والتى تمثل ذراعها الإعلامي ببثها فور الإنتهاء من هذه العمليات الإرهابية وهو ما يعني وجود تنسيق عال المستوى بين الجماعة ومنفذو العمليات الإرهابية في الداخل وبين الأذرع المساندة في الخارج. *** كيف ترى الحل غير النمطي للقضاء على هذه التنظيمات والجماعات التكفيرية؟ أولاً بوجود خطه وطنية لإحتواء الشباب المصري بعيداً عن البرامج الحكومية المعلبه والتصورات القديمة بما يتناسب مع روح العصر وطموحات هذا الشباب وتغيير فكرة مساندة الوطن بالأغاني والوقفات الراقصة إلى المساندة الفعلية بالعمل الإبتكاري والتفكير خارج حدود الأداء الرسمي وتقديم محتوى ثقافي وإعلامي يرفع الشعور بالإنتماء ويقدس فضيلة العمل ويقدم القدوة الحقيقة بدلاً من الدراما الحالية وأفلام السينما التى تشجع على كل ما هو سلبي وترسخ مبادئ النفعية والإنتهازية وتحقر من المبادئ وتخلق لغة سيئة للحوار في الشارع وبالتالي تقتل أي انتماء. ثانياً خلق فرص عمل مؤقته لشباب الجامعات لشغل أوقات الفراغ بمقابل بسيط لكنه ضرورى لتكوين الشخصية وهو ما يحدث في البلاد المتقدمه وينفذ في الريف في مصر بشكل غير استراتيجي وتحويل الجامعات إلى مصنع حقيقي للرجال بدلاً مما يحدث الآن من ضياع للتعليم وعدم وجود أنشطة حقيقية ولا تقدير للمواهب والمبدعين أو الإهتمام بهم. *** كيف ترى خطورة استهداف قضاة مصر؟ آراها في نفس خطورة إستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة والإعلاميون وكل من يقف في خندق مواجهة الإرهاب وجماعة الإخوان فالقاعدة لديهم أننا جميعاً مستهدفون إذا ما تعرضنا للجماعة وإرهابها بأي شكل. *** كيف تستعد الدولة لمواجهة هذه الجماعات المدعومة من مخابرات دول في الخارج؟ أولاً الإهتمام بالإعلام بشكل حقيقي بحيث يكون ذراعاً للدولة قادرة على ضبط الإيقاع في الداخل ومواجهة الموجات الإعلامية المضادة في الخارج لأن الحروب الآن والمواجهات باتت على مستوى الإعلام وتراجع النمط العسكري ليحل ثالثاً بعد الإعلام والإقتصاد. أطالب الدولة المصرية أن تعتمد خطة سريعة لدعم الإعلام المملوك للشعب ليصبح قادراً على المنافسة في الداخل والخارج لن صلاحه صلاح لكل الإعلام المصري. ثانياً تغيير خطط المواجهه الأمنية وإعتماد خطط مرنه تسعى للمواجهه المبكرة بدلاً من رد الفعل وهو ما نفذ في بعض الأحيان لكن تعميمه مطلوب وتنمية مناطق الإرهاب ليكون المواطنون هم خط المواجهه الأول ليس بالسلاح ولكن بطرد الإرهابيون فتسهل مواجهتهم في أماكن المطاريد. ثالثاً إعتماد الحكومة على تقديم الخدمات السريعة التى يحتاجها البسطاء حتى لا يتركوهم تحت رحمة خدمات الجماعات المتأسلمة التى سيطرت طويلاً على المناطق الفقيرة وتغيير الوزراء الواجب تغييرهم فوراً لأن بعض الوزراء خدموا جماعة وارهابها أكثر مما فعل وزراء مرسي بأطلاقهم تصريحات مهينة للمواطنين أو بعدم تقديم خدمات حقيقية للمواطنين وهو ما صنع أزمات في قطاعات التموين والزراعة والكهرباء والصحة على سبيل المثال أثرت كثيراً على حالة الرضا العام وبات تغيير بعض الوزراء والمحافظين ضرورة ملحة وفرض عين إذا أردنا استمرار حالة الوفاق الوطني والدعم الكامل للجهود الكبيرة التى تبذل لتحقيق قفزات ضخمه على مستوى الإقتصاد والعلاقات الخارجية ونستطيع القول أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يغرد منفرداً في ما يتعلق بكل الخدمات وأمور الوطن ويحتاج بالفعل إلى حكومة كاملة القوة قادرة على الإبتكار والفعل لتكتمل الصورة في خدمة المواطن المصري.