تتضافر جهود المجتمع المدنى ومؤسسات التنمية البشرية من أجل فتح مجالات توظيف ملائمة لمتحدي الاعاقة في مصر، ومن هنا كانت الفكرة التي تبناها مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة من أجل اطلاق شبكة من الشركات وأصحاب الأعمال الداعمين لتوظيف الأشخاص ذوى الإعاقة،ورفع الوعي بفوائد توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة ومسؤولية كل الأطراف المعنية في هذا الشأن. ومن أجل وضع تلك الفكرة في حيز التنفيذ نظم مكتب منظمة العمل الدولية في القاهرة الأثنين الموافق 11 مايو 2015 "ملتقى للشركات الداعمة لتوظيف الأشخاص متحدي الإعاقة"؛بهدف انشاء اول شبكة مصرية تجمع الشركات الوطنية والأجنبية العاملة بمصر لتوحيد جهودهم وتبادل خبراتهم في مجال توظيف متحدي الاعاقة من اجل توثيق وتنفيذ النسبة المنصوص عليها بالدستور والقانون فيما يتعلق بتوظيفهم في وظائف لائقة تجعلهم أعضاء نافعين بالمجتمع. وذلك بحضور بيتر فان جوي مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وخالد سيندي المدير التنفيذي لشبكة قادرون الداعمة لعمل الأشخاص ذوي الإعاقة بالمملكة العربية السعودية، وسارة بارك خبيرة منظمة العمل الدولية في مجال توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وعدد من أصحاب الأعمال والشركات العاملة في مجالات السياحة والاتصالات والصناعة في مصر. إقصاء متحدي الاعاقة إقصاء للمجتمع ومن جانبه، أكد بيتر فان غوى مدير منظمة العمل الدولية بالقاهرة، في تصريح خاص لموقع اخبار مصر أن هناك ما يقرب من مليار شخص حول العالم يعانون من الإعاقة، ويواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على فرص عمل. مضيفا ان إقصاء البعض في العمل يمثل إقصاء للمجتمع. وأضاف أن المنظمة تهدف لنقل تجربة الدول الأخرى في مصر بتكوين شبكة من رجال الأعمال لتوفير فرص عمل لهؤلاء الأشخاص. مشيرا إلى أن مؤتمر المنظمة يهدف إلى مناقشة التحديات التي تواجه توظيف ذوى الإعاقة في الشركات وعرض الأدوات التي أعدتها المنظمة لتحقيق ذلك الأمر. وأكد مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة إن تشغيل متحدي الإعاقة من شانه أن يسهم في نمو الاقتصاد بصورة ملحوظة. وقال: "ان متحدي الإعاقة يتمتعون بنفس الكفاءة وهذا لمسناه من التجربة الفعلية كما انهم يعد ا أفضل سفراء يمكن ان يكونوا لشركاتهم امام الآخرين". واوضح ان الملتقى يهدف إلى إلقاء الضوء على الممارسات الجيدة في مجال توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر (الشركات المصرية ومتعددة الجنسيات)؛ علاوة على مناقشة التحديات التي تواجه توظيف متحدي الإعاقة في مصر واقتراح سبل للتغلب عليها، وتوثيق للخبرات الموجودة في مصر في هذا المجال. كما أنه من المقرر عرض خبرات شبكات الأعمال وتوظيف الأشخاص ذوى الإعاقة من دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية، وعرض عدد من الأدوات التي صممتها منظمة العمل الدولية التي يمكن أن تساعد الشركات العاملة في مصر والراغبة في توظيف الأشخاص ذوى إعاقة، والاتفاق على ما يمكن تطويره ليناسب سوق العمل المصري. بالإضافة إلى الإعداد لإطلاق . وقال: "يتضمن الملتقى جلسة حوارية حول الخبرات المصرية والدولية في مجال توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة. يشارك في الجلسة الحوارية عدد من الشركات ذات الخبرة في مجال توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر". تبادل الخبرات هو الأهم سارة بارك خبيرة منظمة العمل الدولية في مجال توظيف متحدي الإعاقة أكدت فى تصريحات لأخبار مصر أن الخطوة الأهم في مجال توظيف متحدي الاعاقة هو التعاون وبناء الشبكات لأن الحوار بين الشركات في ادماج ذوي الاعاقة في سوق العمل يؤدي الى تجارب ناجحة. واضافت قائلة:"قد توجد الكثير من الشركات التي قد لا تعجب بنظام الكوتة لتوظيفهم لكن من دونه لم يكن احدا ليوظف متحدي الاعاقة..فالشركات في العادة كانت تبدأ في التفكير بتوظيف ذي الاعاقة عندما يتقدم قريب او صديق بطلب لذلك". وذكرت بارك إن كثير من البلدان في العالم ابتدعت أدوات لتوظيف ذوي الاعاقة وتوفر برامج تدريبية لهم لترفع من كفاءتهم داخل العمل. واضافت إن هناك وسائل لتشجيع الشركات على توظيف متحدي الاعاقة وذلك بتقديم حوافز ضريبية لتلك الشركات. وقالت: "قد خلصت دراسة اجريت عام 2009 لتقدير قيمة الاقصاء الاجتماعي لذوي الاعاقة بسوق العمل انه وصل من 3إلى7% من الناتج الاجمالي القومي. السعودية بها اول شبكة عربية خالد سيندي المدير التنفيذي لشبكة قادرون الداعمة لعمل الأشخاص ذوي الإعاقة بالمملكة العربية السعودية وهي اول شبكة من نوعها بالوطن العربي قال في تصريحات لمحررة الموقع أن الشبكة بدأت عملها 2014 ونجحت في إيجاد فرص عمل ل 700 من ذوي الاعاقة بالمملكة في اعمال تتناسب ونوعية أعاقتهم. وطالبت الشبكة السعودية بسن المزيد من التشريعات لتجبر الشركات على توظيف متحدي الاعاقة. ولكنه اكد في الوقت نفسه ان من اكبر المشاكل التي تواجه الشبكة السعودية لتوظيف ذوي الاعاقة "قادرون" تكمن في ضيق الأفق والفكر السائد بان ذو الاعاقة يجب عليه ان "يستريح" ولا يعمل. وهذا يحول العطف على ذي الاعاقة الى شفقة غير محبوبة. والعائق الثاني ان المباني والطرقات اغلبها ليس مهيئا لاستعمال ذو الاعاقة وكذلك في المدارس والجامعات. الصم والبكم أفضل عمال نسيج أبو بكر حسن رشاد مدير عام الموارد البشرية بشركة جيزة للغزل والنسيج أكد في تصريحاته لموقع أخبار مصر أن الشركة تتبنى توظيف الأشخاص من متحدي الإعاقة. وقال:"قمنا بتوظيف 500 من متحدي الإعاقة في ملتقى التوظيف الذي أقيم في ديسمبر 2014 تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء". وأكد إننا مستوفيين النسبة القانونية لتوظيف متحدي الإعاقة "بل اننا تعدينا تلك النسبة. فطبقا للقانون فمن المفترض أن يكون لدينا 200 من متحدي الإعاقة إلا إن عندنا أكثر من 300 ونرحب بالاشخاص متحدي الإعاقة وبخاصة الصم والبكم وبعض الاعاقات الحركية الخفيفة التي تتناسب وطبيعة عملنا". واضاف: "أثبتت التجربة إن الصم والبكم يتعلمون مهنة الغزل والنسيج بيسر وسهولة كبيرة ويجيدون فيها. وأرحب بمؤسسات الصم والبكم في التعاون معنا". متحدي الاعاقة يرفضون الوظائف ومن تجربته ومعايشته لمتحدى الإعاقة في سوق العمل أكد أبو بكر حسين ناشد لموقع أخبار مصر أنه توجد مشكلة لدى متحدي الإعاقة أنفسهم وهي ان معظمهم يحصل على معاش سواء كان معاش مورث من ذويهم او معاش من التضامن الاجتماعي. وهذا المعاش يتم ايقافه بمجرد ان يستلم العمل في اي وظيفة ويتم التأمين عليه. وهذا يمثل مشكلة لإن متحدي الإعاقة اكثر حرصا على الشعور بالامان ولما ينقطع مصدر الرزق الحكومي الدائم الذي يشعره بالأمان يتوجس خيفة فتكون النتيجة أنه يرفض العمل. وناشد المسئولين أن يشنوا تشريعا يتيح للتحدي الإعاقة الجمع بين الوظيفة والمعاش بدون حدود وأعتقد إن ذلك مناسب بالنسبة لظروفهم. وقال:"نأمل من خلال عملهم أن يندمجوا في المجتمع ليكونا أشخاص فعالين وليسوا متعطلين". دعم منظمة العمل الدولية جيهان الشرقاوي مدير مشروع وظائف ومهارات للتحدي الإعاقة بمكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة دعينا الشركات العاملة بمصر سواء المصرية او المتعددة الجنسيات التي لديها بالفعل مجهودات ملموسة في مجال تشغيل متحدي الإعاقة. واضافت في حديثها لموقع اخبار مصر: "الدولة مهتمة والسياسي والدستور المصري اكد الا يحدث اي تمييز بين المواطنين سواء بسبب الإعاقة او الدين او الجنس الخ والمنظمة الدولية لديها خبرة مميزة في تشغيل متحدي الإعاقة وتدعم ذلك بشكل كبير لاحظنا انه على مستوى الشركات هناك مجهودات كبيرة في مصر في مجال توظيف متحدي الإعاقة وأردنا تسليط الضوء عليها لان ذلك يدعم الأشخاص متحدي الإعاقة والشركات التي لم تقم بتطبيق الفكرة فكان ذلك اللقاء ليكون فرصة لتبادل الخبرات من حيث الايجابيات والمشاكل ومحاولة اقتراح حلول ودور المنظمة في مساندة الجهود، الأهم اننا نسعى لعمل شبكة بين الشركات لتوظيف متحدي الإعاقة لان التجربة أثبتنا البلدان التي تم بها انشاء شبكات مماثلة أعطى ذلك دعما كبيرا للقضية وهذا مساعدة للشركات التي تريد ان تستوفي كوتة تعيين متحدي الإعاقة والتي حددها القانون ب 5%. المنظمة تعطي دعما فنيا للشركات التي ترغب في تعيين متحدي الإعاقة من حيث تقييم مدى قدرة البنية الاساسية للشركة على ذلك وجاهزية المكان الخ كما اننا نقدم فرص للربط بشبكات دولية واقليمية تسهل تبادل الخبرات وتذليل المعوقات في ذلك المجال.