بدأت القوات السورية الانسحاب من تلكلخ قرب حدود لبنان بعد عملية استمرت خمسة ايام مما أسفر وفق رواية ناشط في مجال الحقوق عن مقتل 27 مدنيا على الاقل مستخدمة الدبابات والرصاص وباشرت خلالها حملات اعتقال واسعة في محاولة لوقف احتجاجات على حكم أسرة الاسد المستمر منذ 40 عاما. ويحكم بشار الاسد سوريا منذ 11 عاما. وكانت دول غربية تخشى من حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط قد اكتفت في أول الامر بانتقاد تعامل الاسد مع الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني ثم صعدت ادانتها وفرضت عقوبات على شخصيات سورية كبيرة. ويرفع قرار واشنطن فرض عقوبات على الاسد شخصيا الرهان في صراع تقول جماعات معنية بحقوق الانسان انه أدى الى مقتل 700 مدني على الاقل ويثير تساؤلات حول ما اذا كان الغرب يسعى الى الاطاحة بالاسد في نهاية المطاف. وقال مسؤول أمريكي كبير ان الهدف من العقوبات الجديدة هو اجبار الاسد على تنفيذ اصلاحات سياسية وعد بها. وأضاف المسؤول "أمام الرئيس الاسد خيار واضح.. اما قيادة هذا الانتقال الى الديمقراطية أو الرحيل." وقال هيثم المالح وهو شخصية سورية معارضة كبيرة ان القرار يعني أن أعضاء النظام محاصرون الان. وأضاف أن أي خطوة من المجتمع الدولي قد تساعد الشعب السوري على الاستمرار في الانتفاضة. وقالت وزارة الخزانة الامريكية انها ستجمد أي أصول يملكها مسؤولون سوريون في الولاياتالمتحدة أو تلك التي تقع في سلطة القضاء الامريكي وستمنع الشركات الامريكية والافراد من التعامل معهم. وتشمل العقوبات أيضا نائب الاسد ورئيس الوزراء السوري ووزيري الداخلية والدفاع وقائد المخابرات العسكرية ومدير فرع الامن السياسي. وأوضح ديفيد اس. كوهين وهو مسؤول في وزارة الخزانة الامريكية أن الخطة تبعث رسالة واضحة الى الاسد والدائرة المقربة منه مفادها "بأنهم سيحاسبون على العنف والقمع المستمرين في سوريا." لكن لم تتضح الاصول التي ستجمد. وقال دبلوماسي أوروبي انه يرجح أن يوسع الاتحاد الاوروبي عقوبات فرضها على سوريا الاسبوع المقبل لتشمل الاسد أيضا. وبدأت الاضطرابات في سوريا عندما نزل متظاهرون سوريون ألهمتهم احتجاجات في أجزاء أخرى من العالم العربي الى الشوارع في مارس اذار للمطالبة بمزيد من الحريات وانهاء الفساد. وكثفت قوات الامن السورية من حملاتها بينما قدم الاسد بعض اللفتات الاصلاحية من بينها رفع قانون الطواريء الذي فرض في سوريا قبل عقود. ويقول الكثير من النشطاء والمحتجين الان ان الاوان قد فات أمام الاصلاحات ويدعون للاطاحة بالاسد (45 عاما). وتلقي السلطات السورية باللوم في كثير من أعمال العنف على جماعات مسلحة يدعمها اسلاميون وقوى خارجية وتقول انها قتلت أكثر من 120 من أفراد الجيش والشرطة في سوريا. وقالت سويسرا انها ستفرض حظر سفر على 13 مسؤولا سوريا كبيرا ليس من بينهم الاسد وستجمد أي أصول لهؤلاء المسؤولين في البنوك السويسرية تماشيا مع قرار اتخذه الاتحاد الاوروبي. ورحبت منظمة العفو الدولية بقرار واشنطن يوم الاربعاء ودعت الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يتوقع أن يلقي كلمة يوم الخميس بشأن الاحتجاجات في العالم العربي الى فرض حظر على الاسلحة. وقال تي. كومار وهو من منظمة العفو "يجب أن يتحمل الرئيس الاسد وكل فرد من المحيطين به المسؤولية الجنائية أمام المحكمة الجنائية الدولية أو المحاكم الوطنية في دول تلتزم بالولاية القضائية الدولية." وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام الدولية من العمل فيها مما يجعل من الصعب التحقق من تقارير النشطاء والمسؤولين.