أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه يتعين على دول الاتحاد الأوروبي امتلاك القدرة على التحدث بصوت واحد بشأن السياسة الخارجية. وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني علي شبكة الإنترنت، السبت -أنه وسط المساعي المبذولة لإعطاء الاتحاد الأوروبى دورا أقوى على الساحة العالمية، تهدف معاهدة لشبونة إلى مساعدة الاتحاد الأوروبى على إيجاد صوت موحد بشأن السياسة الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن، وبعد مقتل أسامة بن لادن، لم يتقدم مسئولو الاتحاد الأوروبى سوى بخمسة بيانات منفصلة فى غضون أكثر من 12 ساعة، كان آخرها من كاثرين اشتون التى أصبحت الممثلة السامية الأولى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى منذ 18 شهرا تقريبا. ومن جانبه، انتقد وزير الخارجية البلجيكى، ستيفن فانيكير، تباطؤ رد فعل أشتون، مشددا على قيامها بالقليل من شأن النزاع القائم، ومنوها إلى أن جهود الاتحاد الأوروبى المبذولة لتوحيد سياسته الخارجية لا تعمل بشكل جيد، وهذا ليس خطأ أشتون كلية - بحسب قوله. وقال دبلوماسيون فى الاتحاد الأوروبي إن هناك عددا من العوامل تكمن خلف عدم تماسك السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، حيث تفتقر أشتون إلى امتلاك بعض البنى التحتية الأساسية لمكتبها فهى لا تزال تجند طاقم العمل الأساسى، والمسئولين العاملين لديها يعملون فى ما لا يقل عن ستة مبان مختلفة فى العاصمة البلجيكية بروكسل، ولذا اختارت اشتون إنشاء مقر للخدمة الدبلوماسية الأوروبية، الأمر الذى قد يستغرق تسعة أشهر قبل انتقالها وطاقهما للمقر الجديد فضلا عن تعيينها مؤخرا شخصا لتولى منصب كبير المتحدثين، وهو المنصب الذى ظل شاغرا لمدة عام. وأضاف المسئولون أنه يبدو أن الانقسامات الأخيرة بين دول الاتحاد الأوروبى الرئيسية حالت دون إقدام اشتون على التحدث بشأن القضايا الحساسة بدون إجراء مشاورات واسعة، خاصة بشأن قضايا مثل القضية الليبية، حيث دفعت بريطانيا وفرنسا بسرعة التدخل فى القضية الليبية، فى حين لم ترفض ألمانيا فقط اقتراحهما التدخل فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة، بل أمرت برحيل سفنهما من البحر الأبيض المتوسط. وتابعت الصحيفة أنه في عالم القوي السياسية فى بروكسل، يبدو أن المسئولين مترددين فى شغل مقعد خلفى حتي إذا كانوا على علم بأنهم إذا قاموا بذلك ربما يصب ذلك بصورة كبيرة فى مصلحة الاتحاد، وقد تكون النتيجة تهديدا باستمرار انتشار القيل والقال.