تحاول كل من طهران وواشنطن استمالة الثورات العربية واستغلالها في نفس الوقت لتحقيق مصالحها في المنطقة فطهران كانت من المستفيدين من الثورة المصرية بعد أن ظهرت بوادر أمل في عودة العلاقات المصرية الايرانية وتعيين سفير ايراني في القاهرة لأول مرة منذ30 عاما وهي خطوة بالنسبة لطهران تساوي ألف خطوة فإقامة علاقات دبلوماسية مع أكبر بلد عربي في المنطقة تشكل تقاربا في وجهات النظر الايرانية العربية, كما أن اخماد الثورة البحرينية يمثل ضربة قوية ضد ايران التي كانت تأمل في انتصار شيعة البحرين ضد نظام حكم سني كان سيعزز من وجودها في المنطقة. فالثورات العربية ليست مضمونة الولاء للولايات المتحدة وليس بعيدا عن الادارة الامريكية حالة العداء الخفي بين الدول العربية وايران والذي بدأ يظهر في الافق من خلال ادانة مجلس التعاون الخليجي للاستفزازت الايرانية فبدأت الولاياتالمتحدة في سكب الزيت علي النار وفي كل تصريح يخرج من طهران عن الثورات العربية اما محاولة ربط الثورة الاسلامية في ايران بالثورات العربية كما حدث في ثورة مصر واما ان الولاياتالمتحدة تشجع الحكومات المعادية لطهران مثل البحرين . فكل خطوة تخطوها ايران تقابلها خطوة أمريكية حتي لا تجد الولاياتالمتحدة نفسها في موقف لاتحسد عليه في أكبر أزمة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس باراك اوباما حسبما اوردت صحيفة الاهرام. اتهام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لواشنطن بإثارة التوتر بين إيران والدول العربية علي خلفية التوترات التي تشهدها المنطقة العربية والخليجية بين ايران التي تتبع المنهج الشيعي ودول الخليج التي تتبع منهج السنة هو اتهام يحمل في طياته جولة جديدة من الصراع الذي لن ينتهي بين طهرانوالولاياتالمتحدةالامريكية والسبب يعلمه الجميع وهو البرنامج النووي الايراني الذي يزيد من نفوذ طهران في المنطقة العربية التي تريد الادارة الامريكية السيطرة عليها بفضل الثروات التي تتمتع بها. لا يمر ثلاثة ايام علي الاكثر إلا يخرج علينا مندوب ايران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتصريح جديد عن البرنامج النووي الايراني وهذا له أكثر من معني ويتماشي مع السياسة الايرانية فهي تريد اثبات سلمية برنامجها النووي عن طريق عرض واعلان كل ما هو متعلق بالمنشآت النووية الايرانية لكي تظهر للعالم أنها تتعاون مع الوكالة الدولية من خلال التصريح بالسماح للمفتشين بزيارة المفاعلات او من خلال تصريح آخر بإخضاع جميع المنشآت النووية الايرانية لمراقبة الوكالة الدولية .