قررت اللجنة الدائمة للآثار برئاسة د. زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار وقف أعمال حفائر البعثة المصرية بمنطقة اللاهون بالفيوم واعتماد تقرير اللجنة الأثرية المكلفة بمراجعة وتوثيق الآثار المكتشفة بالمنطقة والتى أقرت فيه بوجود مخالفات جسيمة للممتلكات العامة. تمثلت المخالفات فى تلف العديد من المومياوات الأثرية المهمة وإتلاف توابيت من الفخار تركت جميعا دون عناية أو تأمين أو ترميم الأمر الذى يستوجب التحقيق فيها وتحديد المسئولية الجنائية والإدارية لمرتكبيها من العاملين بالوزارة. وأكد د. محمد إسماعيل المشرف على اللجان الدائمة وشئون البعثات الأجنبية أن أعضاء اللجنة وافقوا على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال ما ورد بالتقرير. وكان الدكتور زاهى حواس قد شكل لجنة برئاسة رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار القاهرة والجيزة فى الثانى من مارس الماضى لمراجعة وتوثيق كافة الآثار المكتشفة فى حفائر اللاهون بالفيوم اعتبارا من عام 2008 والإطلاع على سجلات الحفائر وتحديد ما تم تسجيله بعد أن فقدت إحدى المومياوات المكتشفة بالموقع أثناء إجراء الحفائر الأثرية. وأوضح د. إسماعيل أن أعضاء اللجنة الدائمة أوصوا بتكثيف مرور اللجان الأثرية المشكلة من اللجنة الدائمة على حفائر البعثات الأجنبية والمصرية وتلك التابعة للوزارة وإعداد تقرير مفصل عنها للعرض على اللجنة الدائمة. كما تقدم الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى وسيناء ببلاغ مماثل إلى النائب العام ضد بعثة حفائر آثار اللاهون بمحافظة الفيوم برئاسة الأثرى عبد الرحمن العيدى بالإدارة المركزية لمصر الوسطى التى تعمل بالحفائر منذ عام 2008. وأشار البلاغ إلى أنه تم سرقة مومياء خلال هذه الفترة من موقع الحفائر بتاريخ 29 نوفمبر 2010, موضحا أن المومياء المسروقة تعد من المومياوات المهمة ذات الألوان والمذهبة والمنقوش عليها كتابات ورسومات رائعة للآلهة المصرية وفى حالة جيدة من الحفظ على عكس ما ذكره القائمون على الحفائر بالموقع. وأشار الدكتور عبد المقصود - فى بلاغه - إلى أنه فى أعقاب حدوث سرقة المومياء قام الدكتور صبرى عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية بإحالة الواقعة للشئون القانونية بالمجلس الأعلى للآثار بتاريخ 5 ديسمبر 2010. علما بأن شرطة الآثار والسياحة قد نبهت منذ عام 2009 إلى خطورة الموقف بموقع حفائر اللاهون بالفيوم وذلك بتاريخ 5 مايو من نفس العام وذلك لوجود 67 مقبرة يضمها الموقع داخلها عشرات الممياوات غير المسجلة والمعرضة للسرقة أو العبث بها ولكن لم يهتم أحدا من القائمين على موقع الحفائر لهذا التحذير وكل ما تم اتخاذه من إجراء هو القيام بنقل 18 مومياء من موقع الحفائر فى عجالة بتاريخ 21 ديسمبر الماضى وتركت باقى الممياوات بموقع الحفائر مما عرضها للتدمير والتلف والسرقة فى ظاهرة غير مسبوقة أدت إلى ضياع معالم كشف أثرى مهم من تاريخ مصر لممياوات غير مسجلة.
