يحيي العالم غدا اليوم الدولي للتوعية والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام 2015 تحت شعار " أكثر من مجرد ألغام " حيث يسلط الاحتفال الضوء على أنواع التهديدات التي تمثلها المتفجرات وانتشار المواد المتفجرة, وإلى حقيقة أن التخلص من أخطار المتفجرات هو جزء واحد فقط من الأعمال المتعلقة بالوقاية من الألغام, والتي تقع في صميم اهتمام الأممالمتحدة والدول الأعضاء, فالألغام الأرضية ليست وحدها التي تشكل خطرا على المدنيين الذين يعيشون في ظروف النزاع وما بعد النزاع, لأن القذائف غير المنفجرة والقنابل اليدوية والأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة المهملة, جميعها تشكل خطرا قاتلا يعيق المدنيين من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية والتعليم, ويؤثر سلبا على تقدم عجلة التنمية, ففي أفغانستان, تتسبب العبوات الناسفة والقذائف المهملة والغير منفجرة بمقتل عدد من المدنيين يفوق 10 أضعاف ضحايا الألغام الأرضية. وتغيرت طبيعة النزاعات المسلحة, وتزايد معها دور جهات فاعلة غير الحكومية, ومع غياب اتفاقات السلام وتعثر الاستقرار, أصبحنا نواجه بيئة أكثر تعقيدا وأشد خطرا على المهام الإنسانية, وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت بموجب قرارها 97/60 في ديسمبر 2005, اعتبار يوم 4 أبريل يوماk دولياk للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام. وأشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة إلى أن العالم اليوم يحتفل بالذكرى السنوية العاشرة لليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام, فقد أحرز في العقد الماضي تقدما كبيرا نحو القضاء على خطر الألغام المضادة للأفراد, ووصل عدد الدول الأطراف في اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد إلى 162 دولة. وتقوم الأممالمتحدة بدور حيوي في تخليص العالم من خطر الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات, وتلبية احتياجات الضحايا والناجين, وكفالة تمتعهم بحقوق الإنسان, ففي العام الماضي دمرت الأممالمتحدة أكثر من400 ألف من الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من المتفجرات وما يزيد على 2000 طن من الذخائر المتقادمة, وقامت بتطهير أكثر من1500 كيلومتر من الطرق وتحققت من سلامتها, وقدمت خدمات التوعية بخطر الألغام لملايين الناس, وقامت بتدريب الآلاف من العسكريين وأفراد الشرطة على التعامل مع أخطار المتفجرات والتخلص منها في ظروف آمنة. وأثني مون على جميع من أسهموا في إحراز هذا النجاح, غير أن النساء والفتيات والفتيان والرجال ما زالوا يسقطون ضحايا للألغام الأرضية التي زرعت منذ عقود مضت في أماكن مثل أفغانستان وكمبوديا , وأبدى انزعاجه من أن هذه الأسلحة العشوائية لا تزال تستخدم في النزاعات إلى يومنا هذا, علاوة على ذلك يتعرض المدنيون والمجتمعات المحلية لضروب متزايدة من مخاطر المتفجرات, فمن مخاطر الألغام إلى مخاطر الذخائر العنقودية, فالأسلحة والذخائر غير المأمونة والأجهزة المتفجرة المرتجلة. وعبر عن قلقه من استخدام الجماعات المسلحة في العراق للأجهزة المتفجرة المرتجلة على نطاق واسع, الأمر الذي يشكل تهديدا كبيرا للمدنيين, وبشأن سوريا, فإن انتشار استخدام "البراميل المتفجرة" وغيرها من الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان يتسبب في قدر كبير من الدمار والمعاناة الإنسانية, إضافة إلى ما سيبقى في الأرض من مخلفات الحرب من المتفجرات التي ستظل مصدر خطر إلى أن تتم إزالتها. وأضاف الاحتفال اليوم يعبر عن الواقع الذي يواجه المدنيين ومقدمي المساعدات الإنسانية وحفظة السلام ووكالات التنمية في مناطق الحرب والبلدان الخارجة من النزاع, فحين تنقطع الطريق بسبب مخاطر المتفجرات, يتعذر إيصال الأغذية, ويصعب على اللاجئين والمشردين داخليا أن يعودوا إلى ديارهم بأمان, ولا يستطيع الأطفال أن يذهبوا إلى مدارسهم, وتتعطل التجارة, وتتوقف جهود التنمية وبناء السلام, ويتعذر نشر عمليات حفظ السلام بأمان. وأكد تقرير دولي لمرصد الألغام الأرضية الدولي مع تحالف الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية لعام 2014 على انحسار كبير في الخسائر البشرية في العام الماضي 2013 بسبب العبوات الناسفة المرتجلة المنشطة بفعل الضحايا ومخلفات القنابل العنقودية وبعض مخلفات الحرب الأخرى إلى أقل مستوى منذ أن بدأ المرصد يسجل الإصابات في 1999, حيث سجل فيه إجمالي عالمي لعدد 3308 إصابات بانخفاض 24% عن 4325 في عام 2012.