أكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أن المصريين هم الفراعنة الذين يتطلع لهم العالم حتى يكونوا مصدر إلهام ويقومون ببناء "هرم جديد" وهو الديمقراطية في العالم العربي.. وقال إنه يجب أن يقوم المصريون بتمهيد الطريق لأساس قوي نحو انتخابات حرة ونزيهة ودستور جديد يتسق مع حقوق الإنسان الأساسية وسيادة القانون. وقال "أنا مستعد لاستقبال أي تعبير سواء كان مع أو ضد الأممالمتحدة ولكن من المهم مع ضمان حرية التعبير، ألا يتسم هذا التعبير بالعنف أو التهديد، وهذا يعد أساسا لحقوق الإنسان الدولية"، موضحا أنه سيكون مستعدا لسماع كافة الأصوات في المستقبل. وأكد في مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين بساقية الصاوي أن زيارته للقاهرة تهدف إلى دعم المرحلة الانتقالية في مصر نحو الديمقراطية، التي من الذكاء عدم تعرضها للانتكاسة، مشيرا إلى أن إحساسه الواضح عقب لقائه بقادة الحكومة المصرية والمجتمع المدني و الشباب أن المصريين يرتفعون إلى مستوى التحديات ويعلمون أن هناك الكثير الذى يجب فعله، وهناك تحديات كبيرة، ولكن لا شك أن الشعب المصري ناضل نضالا كبيرا مع الماضي. وقال إن ما يحدث في مصر له تداعيات كبيرة على المنطقة العربية وعلى الثورات السلمية وشعوب المنطقة، مؤكدا أن الثورات في كل من مصر وتونس اتسمت بالسلمية وهو ما يظهر القوة غير العنيفة لتغيير التاريخ، معربا عن أمله أن مصر أن تلعب دورا ملهما في كل من اليمن والبحرين وغيرها في الاحتجاجات والمطالب السليمة التى تواجه القمع وفي ليبيا حيث يواجه الشعب عنفا وحشيا وتحريضا من قبل السلطات الليبية. وأكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أن كل دولة مسئولة عن مصيرها والعملية القانونية نحو التغيير، مضيفا أن الأممالمتحدة شاركت في العديد من التحولات الديمقراطية الناجحة في السنوات الماضية، وهي على استعداد لأن تقدم خبرتها وأفضل الممارسات متاحة. وأوضح أنه قابل مجموعات مختلفة من الشباب في مصر من بينهم قادة الشباب والمجتمع المدني الذين قاموا بهذا الانجاز في ميدان التحرير، الذي يعد مؤثرا للغاية حيث أن لهم رؤيتهم الخاصة ولديهم إحساس بالمسئولية كقادة الغد، وطالبوا الأممالمتحدة بالعمل نحو الالتزام بالديمقراطية، معربا عن تطلعه إلى نجاح مرحلة التحول في مصر والتي يمكن أن تكون مثالا يحتذي به في أماكن أخرى. وردا على سؤال حول قرارات مجلس الأمن الدولي بفرض حظر الطيران على ليبيا، قال "إن العنف الذي ارتكبته السلطات الليبية ضد المدنيين يعد انتهاكا للقانون الإنسان الدولي وضد قانون حقوق الإنسان الدولي", والمجتمع الدولي وأنا كأمين عام للأمم المتحدة طالبنا مرارا وقف هذا العنف الذي يقتل فيه المدنيين الذين يتظاهرون بشكل سلمي وأن قتل المدنيين الشرفاء يعد أمرا غير مقبولا وجريمة لا يمكن التسامح معها". وأوضح أن جامعة الدول العربية أوصت مجلس الأمن الدولي بإقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا وأن مجلس الأمن قرر التحرك بشكل جماعي لحماية المدنيين في ضوء الاعتقاد أنه كلما طالت المدة، كلما قتل المزيد من الشعب الليبي وإيمانا منه أن الأمر خطيرللغاية، مشيرا إلى إجماع القادة الذين حضروا الاجتماع الذي عقد في باريس منذ يومين على أهمية العمل على حماية المدنيين ومنع السلطات الليبية على وقف العنف ، وأن قرار مجلس الأم 1973 لا يعنى احتلال ليبيا.