أدانت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا إقدام تنظيم داعش الإرهابي على تدمير آثار منطقة النمرود التي تبعد مسافة نحو 30 كلم جنوب مدينة الموصل في محافظة نينوى. وقالت بوكوفا -في بيان لها اليوم الجمعة- "إنني أدين بأشد العبارات الممكنة تدمير موقع "نمرود". إن هذا الاعتداء الأخير ضد الشعب العراقي يذكرنا بممارسات التطهيرالثقافي الذي يجتاح العراق ولا يبقي على شيء ولا يرحم أحدا , فهو يستهدف الأرواح البشرية والأقليات ويقترن بالتدمير الممنهج للتراث الثقافي للإنسانية الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين". وأضافت المديرة العامة قائلة "لا يمكننا البقاء صامتين. فالتدمير المتعمد للتراث الثقافي إنما يشكل جريمة حرب; ومن ثم فإني أدعو جميع المسؤولين السياسيين ورجال الدين في المنطقة إلى التصدي لهذه الهجمة الجديدة التى تهدف إلى تدمير التراث الثقافي للإنسانية سواء من الناحية السياسية أو الدينية" . وطالبت بوكوفا جميع المسؤولين في المؤسسات الثقافية والمتاحف والصحفيين والمعلمين والعلماء بشرح ما يتسم به هذا التراث وحضارة بلاد ما بين النهرين من أهمية تاريخية, وقالت "يجب مواجهة الهوس الإجرامي الذي أصيب به أولئك الذين يدمرون الثقافة, يجب علينا أيضا التصدي لهم بمزيد من الثقافة وبتعبئة غير مسبوقة". وأشارت إلى أنها أبلغت رئيس مجلس الأمن الدولي والمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بالأحداث التي جرت مؤخرا, مشددة على أن المجتمع الدولي برمته يجب عليه أن يعبئ جهوده, تضامنا مع الحكومة والشعب في العراق, حتى يتمكن من وقف هذه الكارثة". وأضافت المديرة العامة " إن اليونسكو عازمة على بذل كل ما وسعها لتوثيق وحماية تراث العراق ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية, وهو الاتجار الذي يسهم مباشرة في تمويل الإرهاب", مؤكدة أن القضية إنما تتلخص في الإبقاء على الثقافة والمجتمع في العراق. يذكر أن مدينة "نمرود" التي تأسست منذ أكثر م 3300 عاما , كانت عاصمة للإمبراطورية الآشورية وتتسم بشهرة عالمية في الكتابات الأدبية والنصوص المقدسة, وذلك بفضل صورها الجدارية وقصورها وروائعها. وقد أكدت الحكومة العراقية أن الموقع هناك هوجم باستخدام الجرافات, وذلك فى يوم الخامس من مارس الجاري.