أصبحت صناعة الغزل والنسيج في الآونة الأخيرة من أهم الصناعات وخاصة بعد انفتاحها على مجالات عديدة بحيث أصبح للنسيج فيها دورا فعالا ليس فقط في الأغراض التقليدية كالملابس والمفروشات والسجاد …وغيرها، بل والمجالات الحديثة كالمجال العسكري، المدني، الهندسي، المعماري، الزراعي، الرياضي والطبي. ويعتبر المجال الطبي من أكثر المجالات توسعا في استخدام النسيج بمختلف خاماته، بالإضافة إلى دراسة العلوم البيولوجية وخاصة فيما يتعلق بالتحلل البيولوجي وطبيعة سطح الخامة المعالجة، مما يجعل وظائف الجزء المضاف أو المزروع بالجسم متكامل ومتآلف مع باقي الوظائف الحيوية للأعضاء الطبيعية المحيطة به. وعليه فإن هذا يستدعى دراسة خواص ومميزات الخامات النسجية بمختلف أنواعها وأساليب الغزل المختلفة وتحولات السطح في الخامة والتطور النهائي لها وخاصة المستخدم منها في عمليات التطعيم والتدعيم والازدراع الجراحي داخل الجسم ومدى تلاؤمها مع البيئة الداخلية الحيوية للكائن الحي. ويعتبر التطعيم الجراحي داخل الجسم من أهم وأخطر المجالات التي يدخل فيها النسيج حيث قامت بالدراسة د./ مروة عاطف الباحث بقسم هندسة الغزل والنسيج بشعبة البحوث النسجية بالمركز القومي للبحوث 2010 بتصميم أقمشة تصلح لإعادة بناء دعامة للمعدة والاثنى عشر وذلك كمحاولة لحل بعض المشاكل والأعراض التي تصيبهما كالسمنة المفرطة أو وجود قرح أو استئصال أجزاء من الجدار الخارجي بسبب الأورام الحميدة والخبيثة مما يؤثر على أداء وظائفها بصورة متكاملة وملائمة ،وعليه فيجب أن يتوافر مجموعة من الخواص في الأقمشة التي تستخدم لهذا الغرض كالمسامية للسماح بمرور الأكسجين النقي وتحديد معدل نمو النسيج البشري ليغلف النسيج المزروع والانسجام مع أنسجة الجسم لخطورة الاتصال المباشر بجسم الإنسان وقابليه الامتصاص من خلال الجسم البشري (عملية التحلل البيولوجي) كذلك الليونة والمرونة واللدونة والتي تتيح إمكانية التشكل أو التغضين والتي تساعد النسيج المزروع ليتناسب مع شكل المكان المزروع به بالإضافة إلي خلو الألياف من المواد السامة الملوثة للسطح كالشحوم ومواد البوش مع قابلية التعقيم والتجهيز الكيميائي تبعا لنوع الخامة وغرض الاستخدام واخيرا توافر الخواص الميكانيكية والطبيعية والتي تؤهلها للاستخدام النهائي. وعلية فقد تم التحقق من تحقيق هذة الخواص باستخدام المتغيرات النسجية مثل نوع الخامة القطن والكتان والكروميك كات جت كخامات طبيعية، أما الخامات الصناعية فمنها الكربون والزجاج والبولي أميد 6.6 والبوليستر/ليكرا. والتركيب النسجي فقد استخدم السادة1/1 و السن الممتد والمنتظم 2/2 والشبيكة التقليدية. أخذت اجزاء من الأقمشة المنسوجة لإجراء التجارب الطبية وأجري التعقيم لها عن طريق الاوتوكلاف (autoclave) ماعدا خامة الكات جت اجري لها التعقيم بمحلول التعقيم الجلوترالدهيد 2%. أجريت التجارب الجراحية للخامات المنسوجة لزرعها جراحيا داخل الجسم كدعامة لجدار المعدة والاثنى عشر كخطوة أولية لتطبيقها طبيا في جراحة الجهاز الهضمي للإنسان, تمت الجراحة تحت اشراف أ.د/ الدسوقي شتا استاذ بقسم الجراحة بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة على عدد من حيوانات التجارب (الكلاب) تراوحت أعمارهم بين عام إلى عامين، وأوزانهم مابين عشرة إلى ستة عشر من الكيلوغرامات، مع وجوب السلامة الصحية لهم. واختير للخامة الواحدة بتراكيبها النسجية الثلاثة المختلفة أماكن ثابتة ذات تباديل وتوافيق لزراعتها في جدار المعدة والاثنى عشر في ثلاثة ذكور من الكلاب بنفس الطريقة الجراحية وأماكن الزراعة للأنسجة المختلفة كما يتضح بالشكل وهي أ) الجراحة بالجدار الخارجي للمعدة ب) الجراحة بالطبقات الثلاثة المكونة لجدار المعد ج) الجراحة بمنطقة الاثنى عشر الانحناء الأصغر للمعدةالعضلة – العاصرة البوابية – الفوه البوابية – لاثنى عشر – بوابة المعدة – الحفر المعدية جسم المعدة – الانحناء الأكبر للمعدة – طبقة الطولية الخارجية – الطبقة الدائرية الوسطى – الطبقة المائلة الداخلية الطبقات الثلاثة لعضلة المعدة – المرئ – الفوه الفؤاديه – قبو المعدة. وبعد إجراء الاختبارات المعملية النسجية كقوة الشد والاستطالة، قياس حجم المسافات البينية، مقاومة التجعد، الصلابة، الوزن و السمك وعمل التحاليل البيولوجية اللازمة لتقييم الأقمشة وملاحظة سلامة المظهر العام من حيث درجة الحرارة ومعدل التنفس وضربات القلب ولون الأغشية المخاطية وطبيعية الحركة ولمعان لون العين وطريقة تناول المأكل والمشرب أثناء فترة إعاشة الحيوان . وقد اظهرت صور الأشعة السينية (x-ray) أن سريان الباريوم لم يعاق ولم يحدث له اختناق وتسريب كما لم يتراكم الباريوم في أي جزء من أجزاء المعدة بل وجد طريقة في الاثنى عشر والمعي الدقيقة، وبالنسبة للفحص النسجي المرضي للعينات المنسوجة المزروعة (histopathology) فوجد أن اختلاف الخامات النسجية المستخدمة لإنتاج عينات الدراسة كان لها تأثير يختلف باختلاف التراكيب النسجية المستخدمة في إنتاج العينات كلا على حدة، حيث حققت خامة الكربون (كخامة صناعية) أعلى درجة التئام لتركيبي السادة 1/1 والسن الممتد 2/2 مع ثبات وجودها الخامة داجل الجسم في حالة خمول وثبات وعدم امتصاص من قبل الجسم، اما عن خامة القطن بتركيب الشبيكة التقليدية وخامة الكات جت بتركيب السادة 1/1 فكانت من افضل عينات الخامات الطبيعية التى حققت نتائج جيدة جدا في المساعدة على سرعة الالتئام ونمو خلايا حية جديدة بالاضافة الى قابليتها للامتصاص من قبل الجسم وذلك خلال شهر من عملية الجراحة.