عبّر الزعيم الليبي معمر القذافي عن ألمه الشديد لإزاحة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي من السلطة، معتبراً أن موقع "ويكيليكس" قد ضلل التونسيين بنشر معلومات كاذبة. وقال القذافي في كلمة موجهة للشعب التونسي إنه "متألم جداً" لإزاحة بن علي عن السلطة، مضيفاً أنه "لايوجد أحسن منه في هذه الفترة" لتولي الحكم في تونس حسب رأيه. وتابع مخاطباً الشعب التونسي، في أول كلمة علنية لزعيم عربي بشأن التطورات في تونس، "إن شاء الله تعودون لرشدكم وتضمدون جراحكم". وأضاف الزعيم الليبي أن من غير المقبول "أن تحرقوا تونس ويموت أولادكم لكي تحاكموا واحداً فاسداً، ويضحك عليكم ويكيليكس الذي يسميه الناس (كلينكس) وينشر معلومات كتبها السفراء الكذابون لكي يخلقوا بلبلة". وانتقد القذافي المعلومات التي تُبث على الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، معتبراً أنها تنشر الشائعات. وقال أن "المفروض إنه عصر الديموقراطية، كل شيء بالإنتخاب بالإستفتاء، وليس بالإشاعات والفيسبوك واليوتيوب والكلينكس"، في تحريف لإسم موقع ويكيليكس. وأكد القذافي إنه كان على التونسيين مطالبة بن علي بتطبيق "النظام الجماهيري" وهو النظام المطبق في ليبيا. وأشاد القذافي بحكم بن علي الذي تمنى أن يبقى في الحكم "ليس إلى 2014، بل أن يبقى مدى الحياة"، مضيفاً أن "الزين (زين العابدين بن علي) حتى الآن أفضل واحد لتونس وعمله جعل تونس في هذه المرتبة". وامتدح بن علي متسائلاً "ماذا عمل الرجل لتونس غير الأشياء الحسنة؟"، مؤكداً أنه زار تونس مرات عدة ووجد أن "الناس مرتاحون". وأوضح أن بن علي "ما زال يحكم بموجب الدستور وهو رئيس تونس حتى 2014 بحكم الدستور ما زال هو الرئيس الشرعي". وانتقد القذافي أعمال العنف التي أدت إلى إسقاط بن علي، مضيفاً أن تونس "كانت بلداً هادئاً مطمئناً مسالماً، التنمية ماشية فيها فرص العمل ماشية فيها". وتابع قائلاً "فاذا بها في يوم واحد يخربونها، يخربون بيوتهم بأيديهم". وانتقد التغيير الذي حدث في تونس، متسائلاً "هل هناك ثورة محترمة تذهب للسجن وتخرج عتاة المجرمين القتلة إلى الشارع ليخرجوا في الليل بسكاكينهم يروعون العائلات التونسية وعشرات المساكين الذين في السجن يتم قتلهم في السجن؟". ودعا القذافي الشعب التونسي إلى "احترام الدستور"، مضيفاً "وإذا كنتم لا تريدون زين العابدين بعد 2014 (الموعد الذي كان مقررا للإنتخابات الرئاسية) حتى لو كان سيرشح نفسه نقول: لا نحن لا نعطيك أصواتنا". وأضاف "إذا كنتم لا تريدونه الآن إعملوا إستفتاء عليه".