كانت الهزيمة أمام سوريا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للبرتغالي جوزيه بيسيرو مدرب السعودية الذي فقد منصبه وأصبح الضحية الأولى بين مدربي المنتخبات المشاركة في كأس اسيا لكرة القدم التي تستضيفها قطر. وخسرت السعودية وهي من المرشحين التقليديين لاحراز اللقب الاسيوي مباراتها الافتتاحية في البطولة أمام سوريا 2-1 الاحد ليواجه بيسيرو انتقادات لاذعة من الصحفيين السعوديين في مؤتمر صحفي عقب اللقاء. وهذه ثاني هزيمة للسعودية في 24 مباراة ضد سوريا منذ بداية مواجهات الفريقين عام 1976. واتخذ بعض اعضاء مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في اجتماع برئاسة الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد في الدوحة عقب نهاية المباراة قرارا سريعا باقالة بيسيرو واسناد المهمة الى الجوهر الذي سبق له تدريب الفريق مرتين في ظروف مشابهة. ولا تخلو الاطاحة بالمدرب البرتغالي وتعيين الجوهر من جرأة وان كان لها ما يدعمها من سوابق تاريخية. ففي عام 2000 كان الجوهر اللاعب السابق للنصر مساعدا للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا وخسرت السعودية المباراة الأولى أمام اليابان 4-1 مما حدا بالمسؤولين الاطاحة بماتشالا والاستعانة بالجوهر حتى نهاية البطولة. وحقق الجوهر نجاحا كبيرا وقاد المنتخب السعودي بطل اسيا ثلاث مرات للمباراة النهائية في تلك البطولة لكنه أقيل بعد عروض مخيبة للامال في كأس العالم 2002. لكن اقالة بيسيرو (50 عاما) لم تمثل مفاجأة بالنسبة للكثيرين وواجه بيسيرو الذي تولى تدريب السعودية عام 2009 ضغوطا متنامية خاصة بعد الفشل في التأهل الى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا. وزاد الطين بلة بالنسبة للمدرب البرتغالي الاخفاق في كأس الخليج (خليجي 20) الأخيرة وخسارته المباراة النهائية أمام الكويت في اليمن. وستلعب السعودية في اللقاء التالي مع الأردن يوم الخميس المقبل قبل أن تختتم مشوارها في دور المجموعات بمواجهة اليابان بطلة اسيا ثلاث مرات بعد اربعة أيام. وأمام السعودية فرصة للتأهل الى دور الثمانية خاصة ان المباراة الأولى في المجموعة انتهت بتعادل الأردن 1-1 مع اليابان. وستكون أمام الجوهر فرصة جديدة لاثبات قدراته وسيأمل في تحقيق ما هو أكثر من الوصول لنهائي كأس آسيا عام 2000. في الوقت نفسه .. سيطرت نغمة حزينة على تعليقات الصحف السعودية الاثنين بعد الهزيمة المفاجئة أمام سوريا . وقالت صحيفة الرياض في صفحتها الرئيسية "بيسيرو أول ضحايا آسيا 2011.. والجوهر يعود من جديد إلى تدريب المنتخب السعودي." ورأت صحيفة الرياضية المتخصصة فائدة في التذكير بما حدث عام 2000 حين خسرت السعودية في المباراة الافتتاحية أمام اليابان 4-1 ليرحل ماتشالا ويأتي الجوهر ليأخذ الفريق للمباراة النهائية ويخسر أمام اليابان أيضا 3-1. وقالت الرياضية "التاريخ يعيد نفسه بعد عشر سنوات.. إذا أردت أن تعرف ما حدث في الدوحة فعليك أن تعرف ما حدث في بيروت." واعتبرت صحيفة الجزيرة البداية "غير موفقة" لأن الأخضر "لعب بلا روح.. وتعثر." أما صحيفة عكاظ فأضافت إلى التعليقات تكهنات بأن الاتحاد السعودي دخل في مفاوضات مع الفرنسي كلود لوروا الذي أقالته سلطنة عمان أمس الأحد بعد خسارة اللقب الخليجي في اليمن الشهر الماضي.