أكد رئيس مجلس الوزراء د/ احمد نظيف أن مصر تؤيد كافة الجهود التى تهدف الى تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز جهود الحكومة العراقية وتحثها على بذل المزيد من الجهد للتوصل الى مصالحة بين كافة طوائف المجتمع العراقى كأساس للتوصل الى الاستقرار والتنمية. جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك عقده الدكتور أحمد نظيف ورئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى ختام المباحثات التى جرت بينهما فى القاهرة الأحد. وأكد رئيس مجلس الوزراء إدانة مصر الشديدة للارهاب الذى لا يميز بين أحد والذى يغزى روح الفتنة بين أطياف المجتمع العراقى ويعرقل جهود تحقيق المصالحة الوطنية .. وأعرب عن تطلع مصر لنجاح الجهود التى تتم خاصة فى الاجتماعين اللذين سيعقدان فى مدينة شرم الشيخ حول العراق أوائل مايو المقبل. وقال د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أنه تم الاتفاق على تفعيل آليات التعاون بين القطاعات المختلفة المصرية والعراقية لدعم عملية اعادة البناء والمساهمة فى عملية التنمية التى يحتاجها العراق لتحسين الخدمات وبناء القطاع الانتاجى فى هذا البلد الغنى بالموارد البشرية والطبيعية .وأكد استعداد مصر لتقديم خبراتها فى كافة مجالات التعاون. وأشار رئيس مجلس الوزراء الى أنه تم خلال جلستى المباحثات الثنائية والموسعة اللتين عقدتا اليوم إستعراض الموقف على الساحة العراقية وجهود تحقيق المصالحة والجهود الدولية المبذولة لانهاء العنف الدائر فى العراق بالاضافة الى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين. وحول زيارة رئيس وزراء العراق لمصر قال الدكتور أحمد نظيف أن هذه الزيارة ستكون بداية لتفعيل كافة العلاقات الثنائية وهى رسالة واضحة تؤكد على دعم مصر الكامل للعراق . هذا الدعم ليس فقط فى المجال الامنى والسياسى بل ايضا فى كافة مجالات التنمية . ومصر تعمل فى المحافل الدولية من أجل وحدة العراق واستقراره وأن يسود الامن هناك باعتباره أساس التنمية. وأضاف أن الشعب العراقى حرم من الكثير لفترة طويلة ونحن نريد للشعب العراقى كل إستقرار وتنمية ورفع لمستوى المعيشة وهذا لا يتأتى الا باستتباب الامن ومحاربة الارهاب بكل أشكاله وأيضا التعاون الثنائى المشترك. وأوضح رئيس مجلس الوزراء أنه تم الاتفاق على العمل سويا فى كافة القطاعات وسوف يلتقى الوزراء المصريون ونظراؤهم العراقيون فى مجالات ترتبط كلها بالتنمية والبناء مثل التجارة والصناعة والطاقة لان العراق يحتاج الى إعادة البناء بشكل متسارع وسنعمل على تحقيق أكبر قدر منها من خلال اجندة مشتركة. ومن جانبه أعرب السيد نورى المالكى عن سعادته بزيارة مصر تلبية لدعوة رئيس مجلس الوزراء مشيرا الى أن لقاءه بالرئيس حسنى مبارك صباح الأحد كان إيجابيا بكافة المقاييس وشمل كافة جوانب العلاقات التى ينبغى أن تكون أكثر ايجابية ومتانة ورصانة بين العراق ومصر . كما تطرق اللقاء الى استعراض المشاكل والمعوقات التى تعترض هذه العلاقات. وأضاف المالكى أنه أطلع الرئيس مبارك والدكتور نظيف على حقيقة ما يجرى فى العراق وحقيقة ما يقال عن العراق مؤكدا أن ما يجرى فى العراق ليس حربا أهلية أو طائفية وأن العراق بلد أبناؤه يشعرون بالمودة والمحبة فيما بينهم ولكنه تعرض لسياسات سابقة إنتهت بواقع الحال الذى فتح المجال أمام قوى ضالة وأمام إتجاهات سواء كانت محلية أو مدعومة من قبل دول خارجية وهى التى تمارس عمليات القتل وإثارة الفتنة فى العراق. وأوضح المالكى إنه وجد تفهما كاملا واستعدادا إيجابيا كبيرا للتعاون مع الحكومة العراقية لمواجهة التحديات التى يمر بها العراق . وقال أن العراق تعرض لعمليات تخريب فى المجال السياسى فى علاقاته مع محيطه العربى والدولى . وإن العراق حريص على أن يكون إمتداده العربى إمتدادا رصينا ومتينا. وأضاف رئيس مجلس الوزراء العراقى أن بلاده عانت من تخريب إقتصادى كبير رغم ثرائها النفطى والغازى ومختلف الموادر الطبيعية ولكن الشعب عانى كثيرا من الحرمان نتيجة لسياسات سابقة . ولفت الى أن مصر يمكن أن تكون شريكا فى عملية النهضة التى قررنا ان نقوم بها مستفيدين من الخبرة المصرية. وأشار الى أنه تم الاتفاق على فتح أبواب العراق أمام الشركات المصرية ذات التجربة وصاحبة الخبرات السابقة فى العمل فى العراق للعودة للعراق والمساهمة فى عملية البناء والاعمار. وذكر المالكى أنه تم الاتفاق مع الجانب المصرى على تسريع حضور الشركات المصرية للعمل فى العراق فى المناطق التى نحن على استعداد لتأهيلها وتأمينها أمام الشركات المصرية ولذلك تم الاتفاق على عقد لقاءات مباشرة بين الوزراء من الطرفين من أجل الاتفاق على عملية تطوير الخدمات والاتفاقات وفتح أفاق الاستثمار والتعاون الاقتصادى إضافة الى التعاون السياسى. وقال رئيس الوزراء العراقى أنه تم إختيار مصر مكانا لعقد "مؤتمر العهد الدولى" لاننا نثق أن مصر تقف الى جانب الحكومة العراقية والشعب العراقى ومساعدته للخروج من أزمته . كما سيعقد المؤتمر الثانى لدول الجوار الاقليمى والدول دائمة العضوية فى مجلس الامن لاتخاذ قرارات سياسية تتعلق بدعم الامن فى العراق ودعم جهوده فى إعادة البناء والاعمار والتنمية . وأعرب عن امله فى خروج المؤتمرين بنتائج فاعلة وقوية لمصلحة العراق وشعبه. وردا على سؤال حول ما يجرى فى العراق من إقتتال طائفى قال نورى المالكى أن العراق لا يشهد حربا طائفية وما يجرى هى ممارسات من قبل تنظيم القاعدة والتى استفزت مشاعر البعض من الناس فى الاماكن المقدسة . وقد تمت السيطرة عليها الان بشكل كبير ولم يبق فى الساحة السياسية من أعمال عنف إلا ما يقوم به تنظيم القاعدة والمتحالفون معه مشيرا الى أن تنظيم القاعدة لا تقتصر ممارساته على العراق فحسب بل إمتدت الى المغرب والجزائر ونيجيريا وقبلها فى الاردن.