الاتجار في البشر هو اخطر ما يواجه العالم باعتباره وصمة عار القرن الحادي والعشرين وهو اسوأ صورة للعبودية الحديثة التي تلقي بظلال سوداء علي وجه الانسانية.. واذا كان العالم ناهض انتهاك حقوق الانسان فإنه يتحمل مسئولية انتشار تلك الجريمة وبالذات في الدول الافريقية والاسيوية وصار من الواجب التصدي للرق والاستعباد العائد. وما يحسب للسيدة سوزان مبارك انها قامت بهذه المبادرة الانسانية لوضع خطة عمل دولية سريعة وشراكات قوية علي مستوي المناطق والجنسيات والنوع لمواجهة الاتجار بالبشر.. وعلي حد قولها في افتتاح منتدي الاقصر: ان العبودية ليست امرا جديدا وكذلك مكافحتها ولكننا نجتمع لتعزيز قدرتنا وعزيمتنا لمواجهة هذا العدو المشترك الذي لا يعترف بأي حدود!. مع ملاحظة أن هذه الظاهرة لا تنتشر في مصر ويرفضها المجتمع المصري! ان الاتجار بالبشر يتنافي مع كل الاديان التي تحرم الاستعباد وتدعو الي المساواة بين البشر بلا تفرقة بين لون وجنس ودين، وهو يمثل حقيقة مفزعة حيث يتم كل عام في انحاء العالم بيع او احتجاز ملايين البشر معظمهم من النساء والاطفال الذين يتم انتهاكهم والاساءة اليهم وقد اطلقت السيدة سوزان مبارك احتجاجا مدويا عندما قالت: اي نوع من العالم نعيش فيه؟ وكيف سمحنا لسياحة جنس الطفل ان تصبح تجارة منظمة بملايين الدولارات ولها مرشدون خاصون بها ومواقع علي الانترنت وخرائط لبيوت البغاء؟ انني اجد من الصعب ان استوعب بعض الاشياءالمروعة.. وتساءلت: هل تتذكرون ما قرأناه حول مؤسس جمعية خيرية بأنه كان يقدم وعودا للاطفال بتوفير الغذاء والمسكن والملابس لإغراء المشردين لاستغلالهم؟ انه حقا شيء مفجع انه حتي هذه اللحظة يكون متاحا من خلال الانترنت مشاهدة الصور الاباحية لاطفال وفتيات صغيرات يتم اغتيال براءتهم وانتهاك كرامتهم الانسانية!. وبدوري اتساءل: اين الضمير الانساني لهذه الدول الكبري التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان، وبينما تغمض عيونها عن العبودية الجديدة لملايين الاطفال والفتيات؟ اين القيم الاخلاقية التي تنادي بها تلك الدول المتقدمة بينما عصابات الاتجار بالبشر تنشر الفساد والدعارة وتنتهك الاعراض مقابل المليارات التي تجنيها من الرق؟ لقد قدمت سوزان مبارك نماذج من الانتهاكات المروعة التي تجري تحت بصر وسمع العالم: بعد ثانية واحدة سيتم الاتجار بإحدي الفتيات والزج بها الي تجارة الجنس وتدخل بعدها الي ظلمات عالم المجهول. في الوقت ذاته يوجد اطفال يجبرون للعمل في مناجم الفحم والماس في ظل ظروف ابعد ما تكون عن الانسانية. هناك طفل في الشارع في مدينة ستظل مجهولة الاسم يتم اختطافه ويجد ان كليته اختفت وتباع في الاسواق علنا!. ومن صور الاتجار في البشر وبالذات الاطفال والصبية والفتيات في السنوات الاخيرة: 1 تجنيد الصبية وتدريبهم علي حمل السلاح والقتل في الحروب والصراعات في دول افريقية وارغامهم علي ذلك. 2 استغلال الاطفال والفتيات في تجارة الجنس ووقوعهم في براثن العصابات »مافيا الجريمة المنظمة« في دول اسيوية. 3 خطف اطفال الشوارع واحتجازهم لبيع اعضائهم وقتلهم بعد ذلك.. واجبار الاطفال علي العمل في المناجم والورش!. وكانت حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من اجل السلام قد قامت بإطلاق حملة »اوقفوا الاتجار في البشر فورا« عام 6002 وهي الاولي من نوعها في العالم، واعرب رجال الاعمال من خلالها عن التزامهم بمباديء اثينا الاخلاقية، ويقدر عدد الضحايا بحوالي 72 مليون شخص، والاستغلال الجنسي يعتبر الصورة الاكثر شيوعا في العالم 97 في المائة يليه العمل القسري 81 في المائة!. وقد اعلنت هذه السيدة النبيلة اول خطة وطنية لمكافحة الاتجار في البشر ولعل العالم الحديث يتحرك لإزالة وصمة عار للانسانية!. * نقلا عن صحيفة الاخبار