دافع مفتي الديار المصرية علي جمعة عن نفسه بعد فتاوى أصدرتها دار الافتاء وتصريحات نسبت اليه أثارت قلقا من أن تكون دوافعها سياسية ومنها القول ان الشبان المصريين الذين غرقوا قبالة سواحل ايطاليا خلال هجرتهم غير الشرعية ليسوا شهداء. وقال في مؤتمر صحفي الثلاثاء "لم يحدث... أن تعرضنا الى أي ضغط سياسي أو حكومي." وأضاف أن هناك فتوى صدرت منذ وقت طويل تقول ان من يلقي بنفسه أمام السيارة يموت منتحرا لكن قيل ان دار الافتاء أصدرت تلك الفتوى من أجل حادثة وقعت الاسبوع الماضي. ورفع فضيلة المفتى كتابا بيده قائلا ان الكتاب نشر في يوليو / تموز متضمنا فتوى من يلقي بنفسه أمام السيارة بينما الحادثة وقعت في شهر نوفمبر الجارى فكيف يكون هناك ربط بينهما." وكانت احدى الصحف قد نقلت عن المفتى قوله عن حوالي 28 شابا مصريا غرقوا في حادثين منفصلين قبالة سواحل ايطاليا يومي 27 و28 أكتوبر تشرين الاول انهم ليسوا شهداء لانهم طماعون. لكن فضيلة المفتى اوضح في المؤتمر الصحفي انه كان يرد على سؤال حول ما اذا كان هؤلاء الشبان شهداء ولم يكن بصدد اصدار فتوى. وأضاف أن كلمة "طماعون" لم ترد في كلامه على النحو الذي نشر به. وان ما نشر كان اجتزاء من سياق كلامه وسلم مساعد للمفتي الصحفيين نص الرد على السؤال وجاء فيه أن الهجرة غير الشرعية من جانب مصريين "تحتاج الى دراسة عميقة جدا... بناء على الواقع المفروض عندي معرفته لا موش شهداء. اللي راح يلقي نفسه في التهلكة دا موش شهيد...اللي راح علشان طامح ولا طماع ولا كذا الى اخره لا موش شهيد...الله أعلم منعرفش تماما أيه اللي حاصل الا بعد هذه الدراسات والمعلومات." ونفى الدكتور جمعة وجود أى ضغط حكومى أو سياسى لإصدار الفتاوى التى تصدرها دار الإفتاء . وقال "إن دار الافتاء تعمل لوجه الله ووفق أسلوب علمى ومن خلال علماء متخصصين ولا علاقة لها بتسييس الفتوى وأن ما تصدره من فتاوى يكون ردا على استفسارات وأسئلة تتلقاها من مواطنين يرغبون توضيح رأى الشرع فيما يتعرضون له" . وأكد المفتى إن دار الافتاء تعمل على نشر الفتاوى كاملة وعبر موقعها على الانترنت لزيادة الاستفادة منها . وأضاف أنه لن يرد على البيان الذى اصدرته جبهة علماء الأزهر بشأن ادانتها لرأيه فى الوضع الدينى للشباب الذين لقوا حتفهم اثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية الى ايطاليا مشيرا الى انه لم يتحقق حتى الان من هذا البيان الذى اصدرته الجبهة غير انه نما الى علمه انه يحتوى على العديد من السب والشتائم بحقه . وأكد مفتى الجمهورية انه لم تصدر اية فتوى عن دار الافتاء بشأن التبرك ببول الرسول عليه الصلاة والسلام وان ما نشر بهذا الصدد ليس صحيحا . مبينا أن هذا الموضوع جاء ردا على سؤال لأحد المواطنين فى درس بأحد المساجد ولم يكن فتوى من دار الافتاء . وطالب مفتى الجمهورية المواطنين ووسائل الاعلام بمساعدة دار الافتاء على اداء مهامها وتحمل مسئولياتها لمصلحة البلاد والعباد ولتنشىء معيارا يجتمع عليه الجميع وكلمة سواء يتفق عليها الجميع من اجل مصر وشعبها . وأشار الى تعاون دار الافتاء مع مجمع البحوث الاسلامية الذى أكد أنه المرجع الاسلامى الاعلى فى مصر وأن المجمع يقدر لدار الافتاء وضعها كجهة أساسية فى اصدار الفتاوى ولها حق الضبط الفقهى والمرجعية الحاكمة عند الاختلاف . وأوضح مفتى الجمهورية خلال المؤتمر الصحفى ان ما تشهده الساحة حاليا من خلاف فى الرأى حول بعض القضايا الاسلامية يعتبر نوعا من الحراك الفكرى والاجتماعى . مشيرا الى اهمية اتفاق المجتمع على كل ما يهم افراده . وأعرب مفتى الجمهورية عن حزنه الشديد للمصيبة التى ألمت بالشباب الذى حاول الهجرة غير الشرعية الى الخارج مؤخرا مقدما تعازيه لاهالى الضحايا الذين فقدوا ذويهم مطالبا بدراسة الاخطاء التى كانت وراء ذلك وتكاتف المجتمع للتصدى لمشكلة البطالة والتى ربما كانت احد الاسباب التى دفعت الشباب الى هذا الفعل.