افتتحت قرينة رئيس الجمهورية السيدة سوزان مبارك رئيس جمعية مصر الجديدة الأحد بمحافظة الفيوم المرحلة الأولى من مشروع تطوير المدارس الذى بلغ الإجمالى لها حتى الآن 513 مدرسة بأربع محافظات تضم 8200 فصل واستفاد منها نصف مليون طالب و5 ملايين مواطن وبلغت تكلفته الإجمالية حتى الآن 640 مليون جنيه. وانضمت الفيوم لهذه المبادرة فى شهر مايو الماضى بإعلان السيدة سوزان مبارك امتداد المشروع الوطنى لتطوير المدارس الحكومية "مشروع المائة مدرسة" إلى محافظة الفيوم باعتبارها المحافظة الرابعة فى المشروع والثانية فى صعيد مصر التى تشملها مسيرة تطوير المدارس التى تتبناها الجمعية وانطلقت فى عام 2006. ويأتى ذلك فى إطار مشاركة مجتمعية فى منظومة متكاملة لتطوير المدارس الحكومية بمختلف محافظات الجمهورية بالتعاون والتنسيق بين الجهود الأهلية متمثلة فى الجمعية وتبرعات رجال الأعمال والجهود الحكومية ممثلة فى الوزارات والجهات المعنية. وتفقدت السيدة سوزان مبارك عددا من نماذج المدارس المطورة فى المرحلة الأولى التى شملت 63 مدرسة وسيتم الانتهاء من المبادرة العام القادم بتكلفة إجمالية تصل إلى 171 مليون جنيه بتطوير 90 مدرسة أخرى منها 60 مدرسة فى مدينة الفيوم و 30 مدرسة فى مدينة سنورس. وأكدت قرينة رئيس الجمهورية السيدة سوزان مبارك عقب تفقدها لهذه المدارس أن مبادرة تطوير المدارس ترسى رؤية عصرية وعملية لمنظومة التعليم فى مصر وتتيح للتلاميذ أفضل الفرص للرعاية التربوية والصحية والاجتماعية, لافتة إلى أن جمعية مصر الجديدة نجحت فى توفير نموذج فريد للتعاون بينها وبين العديد من الوزارات التى تحملت مسئوليتها فى عملية التطوير. وأوضحت أن هذا النموذج أثبت نجاحا كبيرا فى تطوير عدد من مدارس محافظة القاهرة والجيزة ثم امتد إلى محافظة الفيوم التى نستكملها فى العام القادم ومحافظة الأقصر ومدارس مدينتى اسنا وارمنت التابعتين للمحافظة. وأشارت إلى أن التحدى كان كبيرا خلال عملية التطوير خاصة التحدى المتمثل فى سباق الزمن لاجراء عمليات التطوير والانتهاء منها بالكامل خلال شهرى العطلة الصيفية فقط، منوهة بأن المبادرة الوطنية لتطوير المدارس الحكومية استهدفت منذ البداية تطوير البنية الأساسية للمدرسة والعنصر البشرى القائم على العملية التعليمية والتفاعل بين المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع المحلى. وأكدت أن هناك تعاونا وثيقا بين جميع الأطراف القائمة على عملية تطوير المدارس فى منظومة متكاملة والكل يتسابق لكى يتحدى الزمن بحيث تنتهى عملية التطوير قبل بداية العام الدراسى. وأشارت قرينة الرئيس إلى أن عملية التطوير اتسع نطاقها لتمتد خارج أسوار المدرسة وتشمل الاحياء والمناطق المحيطة بها كما أنه يتم تشكيل مجلس أمناء للحفاظ على استدامة عمليات التطوير داخل المدارس وهو ما أحدث نوعا من التعاون بين الأسرة والمدرسة والحى. ووعدت باستمرار المبادرة لمحافظات أخرى جديدة مع إعطاء أولوية لمحافظات الصعيد، قائلة "إن عملية التطوير تبدأ فى أية محافظة بانشاء أو اختيار جمعية أهلية من الجمعيات الموجودة بها وبرئاسة المحافظ تتبنى الجمعية عملية تطوير المدارس الأكثر احتياجا فى المحافظة وتوفر جمعية مصر الجديدة لهذه الجمعية النموذج وتتابع معها عمليات التطوير لضمان تحملها المسئولية بالكامل. وأضافت السيدة سوزان مبارك أن المرحلة القادمة ستشهد تعاونا للدولة مع جمعية مصر الجديدة لدعم المشروع مناصفة، حيث تعجز موارد الجمعية على الاستمرار فى تطوير المدارس الحكومية بجميع المحافظات، لافتة إلى أن اقبال كيانات المجتمع المدنى على المساهمة فى هذا المشروع يعكس مدى مصداقيته وثقتهم فى جدواه وفائدته لصالح مستقبل أولادنا. وصرح مقرر مشروع تطوير المدارس وعضو مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة المهندس محمود صالح -الذى شهد الافتتاح- بأن العام القادم سيشهد تطوير مدارس قنا وإحدى محافظات الصعيد "غالبا سوهاج "..مشيرا إلى أن المشروع يقوم على تطوير المدرسة كمبنى وكمعنى بكافة محاوره الرعاية الصحية والبنية التكنولوجية وشبكات الإنترنت إلى جانب إعادة الأنشطة التى اختفت من المدارس. وقال: إن الدولة ممثلة فى صندوق تطوير التعليم قررت أن تدخل مع الجمعية بنصف التكاليف خلال المراحل القادمة من مبادرة تطوير المدارس فى محافظات مصر لكى تستطيع الجمعية أن تضاعف المشروع وتتوسع فيه ليشمل جميع ربوع مصر. وشهد افتتاح المرحلة الأولى من تطوير مدارس الفيوم الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم والدكتور أحمدى مجدى الجوهرى رئيس جامعة الفيوم والدكتور هانى سيف النصر أمين عام الصندوق الاجتماعى للتنمية والدكتورة هدى بركة مساعد وزير الاتصالات وعدد من القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة.