كشف تقرير اقتصادي دولي ان الاقتصاد العالمي يواصل نموه القوي، رغم تحذيره من بعض المخاطر، التي قد تتمخض عن نتائج دون المستوى المتوقع. وقال تقرير صدر اليوم عن صندوق النقد الدولي، تحت عنوان «مستجدات افاق الاقتصاد العالمي تحديث لاهم التوقعات في تقرير افاق الاقتصاد العالمي»، قال ان الصندوق رفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعامي 2007 و2008 من 4.9 عند صدور تقرير «افاق الاقتصاد العالمي» في ابريل الماضي الى 5.2 %. لكن التقرير عدل توقعاته لنمو منطقة الشرق الاوسط، فبعدما كان يتوقع نموا بنحو 5.5 % في عام 2007 عند صدور تقرير «افاق الاقتصاد العالمي» في ابريل الماضي، خفض النمو بشكل طفيف الى 5.4، لكنه ابقى على توقعاته لعام 2008، كما هي بدون تغيير عند 5.5 %. وقال التقرير، الذي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، ان التوسع الاقتصادي العالمي استمر بوتيرة سريعة في النصف الاول من العام الحالي، رغم تباطؤ النمو في الولاياتالمتحدة الاميركية خلال الربع الاول من عام 2007. واشار التقرير الى ان المؤشرات الاخيرة جاءت دالة على استعادة الاقتصاد قوته الدافعة في الربع الثاني من العام الحالي، مبينا ان النشاط الاقتصادي يواصل توسعه القوي في معظم المناطق المختلفة من العالم. ففي منطقة اليورو واليابان، ظل المعدل متجاوزا مستوى الاتجاه العام، مع بعض الدلائل الايجابية على بدء الطلب المحلي في الاسهام بدور اكبر في هذه التوسعات. كما ان النمو الاقتصادي لا يزال مستمرا في بلدان الاسواق الصاعدة، يقوده النمو السريع في كل من الصين والهند وروسيا. وأكد التقرير ان التضخم لا يزال قيد السيطرة التامة رغم قوة النمو العالمي، وان كانت بعض الاسواق الصاعدة والبلدان النامية تواجه تزايدا في الضغوط التضخمية، لاسيما المتأتية من اسعار الطاقة والمواد الغذائية. وبين التقرير ان توقعات صندوق النقد الدولي تشير الى معدل نمو عالمي مقداره 5.2 % في عامي 2007 و 2008، بزيادة قدرها 0.3 % في كلا العامين مقارنة بالمستوى المتوقع في ابريل 2007 من تقرير افاق الاقتصاد العالمي. وكانت اكبر التعديلات الرافعة لتوقعات النمو مركزة في الاسواق الصاعدة والبلدان النامية، حيث رُفعت توقعاته النمو بفارق كبير لكل من الصين والهند وروسيا. اما بالنسبة للاقتصادات المتقدمة، فتفيد توقعات الصندوق الحالية للولايات المتحدة بتحقيق معدل نمو يبلغ 2 % للعام الحالي، بانخفاض قدره 0.2 % عن توقعات ابريل، وان كانت التوقعات، كما يقول النقد الدولي، تشير الى استعادة النشاط الاقتصادي قوته الدافعة خلال العام الحالي ليعود الى مستواه الممكن مع منتصف عام 2008. وحول المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي قال جيم كاروانا مدير قسم الاسواق الرأسمالية في صندوق النقد الدولي، في مؤتمر صحافي في واشنطن حضرته «الشرق الاوسط» عبر الانترنت «انه مع استمرار النمو القوي، بدأت قيود العرض تتزايد ومخاطر التضخم ترتفع تدريجيا منذ صدور عدد ابريل 2007 من تقرير افاق الاقتصاد العالمي، مما يعزز احتمالات اضطرار البنوك المركزية الى زيادة تشديد سياساتها النقدية». ولا يزال حدوث ارتفاع حاد ومفاجئ في اسعار النفط من المخاطر الباعثة على القلق. كما ازدادت المخاطر في الاسواق المالية ايضا مع تدهور جودة الائتمان في بعض القطاعات في بعض القطاعات وزيادة التقلب في الاسواق.
