صنعاء-أ ف ب أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارا مساء الثلاثاء بتعيين مدير مكتبه احمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة بعد نحو اسبوعين على وقوع صنعاء في ايدي المتمردين الحوثيين الذين سارعوا الى رفض هذا التعيين. وصدرالتعيين بقرار رئاسي نقلته وكالة سبأ اليمنية الرسمية للانباء واثر اجتماع للرئيس مع مستشاريه بينهم ممثل عن المتمردين الحوثيين الشيعة تم خلاله الاتفاق على اسم رئيس الحكومة. ولكن التمرد الحوثي الشيعي الذي يسيطر على العاصمة سارع الى رفض التعيين، مؤكدا انه "لا يلبي ارادة الشعب". وأصدر المكتب السياسي في جماعة "انصار الله" التابعة للحوثيين بعد الاعلان عن تعيين احمد عوض بن مبارك رئيساً للوزراء بياناً جاء فيه "نرفض بشدة هذا التعيين الذي لا يتوافق مع الارادة الوطنية كما انه لا يلبي ارادة الشعب". وأضاف ان "هذا التعيين يعكس إرادة خارجية وهو انكار للسيادة الوطنية وخرق لقواعد الاتفاق الذي يجب ان يسود على عملية الانتقال السياسي". وتأخر تعيين رئيس جديد للحكومة اسبوعين عن الموعد المحدد في اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم برعاية الاممالمتحدة وينص على انسحاب المتمردين الحوثيين من صنعاء ونزع سلاحهم واعادة اطلاق عملية الانتقال السياسي. وكان بن مبارك قبل التعيين مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية، وعين في مطلع العام 2013 الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني كما انه موفد الرئيس الى الحوثيين، وهو يعتبر تكنوقراطيا. وينص اتفاق السلام الذي وقع عليه اطراف النزاع برعاية الاممالمتحدة في 21 ايلول/سبتمبر وتبعه ملحق امني تم التوقيع عليه في وقت لاحق، على تشكيل حكومة جديدة وعلى رفع الحوثيين المظاهر المسلحة من العاصمة اليمنية. ولكن منذ توقيع الاتفاق وبدلاً من الانسحاب من العاصمة عزز الحوثيون مواقعهم في صنعاء كما سيطروا على كميات كبيرة من السلاح من مخازن للجيش وهم يسيرون دوريات في العاصمة وبدأوا باقامة ما يبدو انه نظام قضائي رديف. وبعد تعزيز سيطرتهم على صنعاء يسعى الحوثيون الى مد نفوذهم الى مضيق باب المندب الاستراتيجي غربا وحقول النفط شرقا استنادا الى مصادر متطابقة. والحوثيون الزيديون الشيعة متهمون بتلقي الدعم من ايران، وسبق ان طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مراراً ايران بعدم التدخل في شؤون اليمن. وكان بن مبارك يشغل منصب الامين العام لمؤتمر الحوار الوطني وهو منتدى يضم ابرز القوى المنخرطة في عملية الانتقال السياسي في البلاد. وولد بن مبارك في عدن (جنوب) وحاز على دكتوراه في ادارة الاعمال من جامعة بغداد، وكان احد مرشحي الحراك الجنوبي. ويخلف بن مبارك في هذا المنصب محمد باسندوة الذي اتهم الحوثيون فريقه الحكومي بالفساد وطالبوه على مر الاشهر الاخيرة بالرحيل بينما كانوا يزحفون نحو العاصمة. ويقع على عاتق رئيس الوزراء الجديد عبء اعادة اطلاق عجلة العمل الحكومي المشلولة تقريرا منذ دخل الحوثيون العاصمة. كما تقع عليه مسؤولية العمل، مع الرئيس هادي، على استعادة سلطة الدولة عن طريق التفاوض مع الحوثيين على انسحابهم من صنعاء. وبالاضافة الى تسبب احتلالهم للعاصمة بشل نشاطها بالكامل تقريبا، فان الحوثيين يثيرون غضب شريحة متزايدة من ابناء صنعاء الذين يواجهون ارتفاعا مطردا في الاسعار. وشهدت صنعاء مؤخرا تظاهرات تطالب بانسحاب المتمردين المسلحين من المدينة ، واذا تصاعدت وتيرة هذه الاحتجاجات يمكن ان تقع صدامات بين المحتجين والمتمردين المدججين بالاسلحة والمنتشرين باعداد ضخمة في العاصمة. وادى احتلال الزيديين للعاصمة الى زيادة تعقيدات عملية الانتقال السياسي التي بدأت مع تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة بموجب اتفاق في 2012 في غمرة احداث الربيع العربي. واليمن غارق اصلا في اعمال عنف واضطرابات بسبب الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة او الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وعودة اليمن يمنين شمالي وجنوبي كما كان عليه قبل 1990. وزاد تنظيم القاعدة من هجماته على الزيديين الذين يتركز حضورهم في شمال البلاد، حيث الاكثرية من السنة، متوعدا هؤلاء المتمردين الشيعة بقتال لا هوادة فيه.