استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي, اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة, جون كيري, وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية, بحضور سامح شكري, وزير الخارجية, وجوناثان فينر, كبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية, و آن باترسون, مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى. وأكد الوزير الأمريكي خلال اللقاء على أن مصر تعتبر بمثابة " مفتاح منطقة الشرق الأوسط", وأن علاقات الولاياتالمتحدة بمصر علاقات صداقة قوية وحقيقية يتعين العمل على تعزيزها واستمراريتها, لاسيما أنها علاقة تصب في صالح الطرفين المصري والأمريكي. وصرح السفير/ إيهاب بدوي, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن السيسي أكد أثناء اللقاء صحة التقديرات المصرية إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا, مشددا على ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تحالفا شاملا لا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها, ولكن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا. وفي هذا الصدد, أوضح لسيسي أن مصر تؤسس لدولة القانون التي تحترم القضاء ولا تعقب على أحكامه, كما تحترم وتطبق مبدأ الفصل بين السلطات, وأنها حريصة في ذات الوقت على تطبيق دستورها الجديد بكل ما يحمله من حقوق وحريات والتزامات أقرها الشعب المصري. وعلى صعيد آخر, أشار كيري إلى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب يتعين ألا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري, لكن تشمل أيضا الجانب الديني والثقافي, حيث اتفقت رؤى الجانبين حول أهمية تفعيل دور الأزهر الشريف في التعريف بخطر هذه الجماعات المتطرفة وإيضاح مخالفتها لحقيقة الدين الإسلامي, والعمل على نشر قيم الإسلام الحقيقية بسماحتها ووسطيتها واعتدالها. وقد أوضح السيسي أن العامل الاقتصادي والتنموي يجب أن يحتل أهمية كبيرة في استراتيجية مكافحة الإرهاب, إذ أن الفقر يمثل بيئة خصبة لنمو الإرهاب والفكر المتطرف, ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن يعمل المجتمع الدولي على تحسين الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية لدول المنطقة, فضلا عن تجفيف منابع الدعم المالي المقدم للجماعات الإرهابية من قبل بعض الأطراف. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, أشار السفير ايهاب بدوي الي اتفاق رؤى الجانبين على ضرورة التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد, معتبرين أن تلك التسوية هي السبيل الوحيد للحيلولة دون تكرار ما حدث في غزة مؤخرا, كما أنها تعد عاملا مهما للقضاء على البيئة المواتية لنمو الإرهاب والفكر المتطرف. وقد عول الوزير الأمريكي على الدور المصري لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني, فأكد الرئيس السيسي على حرص مصر على تحقيق أمن واستقرار المنطقة واستعدادها الدائم لبذل الجهد في هذا الصدد, مؤكدا على أهمية توافر الإرادة السياسية للتسوية لدى أطراف الصراع.