يشارك وزراء خارجية نحو 30 دولة في المؤتمر الذي ينعقد الاثنين 15 سبتمبر 2014 في العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان "السلام والامن في العراق" . يهدف المؤتمر الذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم الى إيجاد حل سياسي ودبلوماسي وإنساني الى جانب الرد العسكري للتصدي لتنظيم داعش، فالمؤتمر سيتيح لكل طرف مزيدا من الدقة في تحديد ما يمكنه او يريد فعله لمواجهة تلك الموجة الارهابية الجديدة. وافاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال "نريد تلاقي الاهداف وتكامل المبادرات" العسكرية والانسانية والمالية، مؤكدا اعلان قرارات ووضع خطة عمل. وقالت المصادر الفرنسية إن ما يميز مؤتمر باريس هو حضور الدول الخمس دائمة العضوية والأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي فضلا عن السعودية والإمارات وقطر والكويت ومصر والأردن ولبنان وتركيا. ويأتي مؤتمر باريس قبل اجتماع مجلس الامن برئاسة باراك أوباما ومشاركة غالبية رؤساء الدول الأعضاء فيه يوم25 سبتمبر الحالي الذي سيخصص للعراق وللإرهاب. كما يأتي بعد زيارة الرئيس فرنسوا هولاند بزيارة الى العراق ليعبر "للسلطات العراقية عن دعم فرنسا في محاربة ارهابيي داعش . فرنسا تستعيد المبادرة فرنسا التي زودت المقاتلين الاكراد بالاسلحة لمواجهة تنظيم " داعش" وترسل مساعدة انسانية الى اللاجئين المسيحيين والايزيديين في شمال البلاد، تقوم بعودة ملفتة الى العراق الذي ربطتها به علاقات تاريخية قوية لكنها غامضة في ظل نظام صدام حسين الذي اطاحه الاجتياح الاميركي البريطاني في العام 2003. وقال دبلوماسي فرنسي "اننا عضو دائم في مجلس الامن الدولي ولدينا مسؤوليات في هذا الاطار. ان مصلحتنا الوطنية، وامننا القومي على المحك ولذلك نتدخل. لا يجوز ان نسمح بقيام معقل اسلامي على مسافة خمس ساعات طيران من باريس". كذلك اشارت باريس ايضا الى المهمة التاريخية لحماية الاقليات المسيحية. ويرى محللون سياسيون ان فرنسا استطاعت من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي تحت شعار "السلام والأمن في العراق" من سحب البساط الدبلوماسي إليها ، وساهمت زيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى بغداد وأربيل، في هذا الشأن، خاصة انه أول رئيس دولة يقوم بهذه البادرة منذ أن وضع "داعش" يده على نحو ثلث العراق. فرنسا وامريكا تكامل لا تنافس بينما يبدو ان الدعم الفرنسي يطمئن القلقين في المنطقة وخارجها من تدخل عسكري اميركي بدأ منذ الثامن من اغسطس بضربات على مواقع تنظيم " داعش" في العراق، ترفض باريس الحديث عن «تنافس» بينها وبين العاصمة الأميركية وتفضل الحديث عن «تكامل» باعتبار أن غاية المؤتمر الأساسية هي «التنسيق» بين الأطراف الداخلية في التحالف الدولي الذي عملت واشنطن على بنائه و«توزيع المهمات» على الأطراف الرئيسة الفاعلة فيه من أجل مزيد من «الفاعلية». وخلافا للولايات المتحدة تبدي باريس حرصها على الحصول على شرعية قانونية دولية مع مباركة السلطات العراقية والامم المتحدة. وترى مصادر دبلوماسية في باريس أن فرنسا «نجحت في استعادة المبادرة والعودة بقوة إلى واجهة المسرح العراقي رغم ضعف إمكانياتها ومحدودية الأوراق التي تستطيع استخدامها للتأثير على مسار الأحداث» في هذا البلد مقارنة مع الولاياتالمتحدة الأميركية التي تبقى «اللاعب الرئيس» في ملف الحرب على «داعش». بيد أن مصادر وزارة الخارجية الفرنسية شددت على ضرورة النظر لمؤتمر باريس على أنه «استكمال» لما حصل على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في نيوبورت "مقاطعة ويلز البريطانية" وخصوصا لاجتماع جدة الذي ضم وزراء خارجية عشر دول إقليمية " 9 دول عربية وتركيا" مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. أسئلة مطروحة وعشية هذا اللقاء لا تزال أسئلة مهمة مطروحة: ماذا عن موقف روسيا التي تشهد علاقاتها مع الغرب توترا على خلفية الازمة الاوكرانية؟ وماذا عن ايران، التي تلعب دورا اقليميا كبيرا لكن ضلوعها في الازمتين العراقية والسورية يجعل منها طرفا؟ واعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن رغبته في مشاركة طهران في المؤتمر، غير ان نظيره الاميركي جون كيري اعترض على ذلك. في اي حال، اعلنت طهران السبت ان "المشاركة في مؤتمر مسرحية وانتقائي لمكافحة الارهاب في باريس لا تهمنا"، على ما صرح نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان. واضاف "ما يهم ايران هو مكافحة فعلية لا انتقائية للارهاب ..سنواصل دعمنا القوي للعراق وسوريا في مكافحتهما الارهاب". والسؤال الاخر: اي دور سيتولاه كل من البلدان التي تتضارب مصالحها احيانا وهي احيانا مهددة من التنظيم الاسلامي. وقال مصدر دبلوماسي "ينبغي التاكد ان ما تفعله جهة هنا لن تبطله اخرى هناك". وافاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال "نريد تلاقي الاهداف وتكامل المبادرات" العسكرية والانسانية والمالية، مؤكدا اعلان قرارات ووضع خطة عمل. في هذا السياق، ينصب الاهتمام على تركيا العضو في الحلف الاطلسي وجارة سورياوالعراق التي تملك قاعدة عسكرية جوية مهمة يمكن للاميركيين ان يشنوا منها هجمات على المتشددين في العراق. غير ان انقرة ما زالت ترفض اي مشاركة فاعلة في العمليات المسلحة، خوفا على 46 من رعاياها ما زالوا رهائن لدى تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل شمال العراق. كما تستضيف تركيا اكثر من مليون لاجئ سوري على اراضيها.