استنكرت مجموعة من علماء ومثقفي الشيعة في الأحساء "شرق السعودية"، ما قام به المدعو ياسر الحبيب من تنظيم احتفال مسيء إلى السيدة عائشة - رضي الله عنها - زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في 17 رمضان الماضي، واستدعى له بعض الجهلة من الشعراء لإحياء تلك المناسبة والنيل منها. وأكد الناشط الاجتماعي، منسق الحملة المناهضة لفتنة السيدة عائشة - رضي الله عنها- حجي بن طاهر النجيدي في حديثه إلى "الوطن" السعودية الاثنين أن علماء ومثقفي شيعة الأحساء، بصدد إصدار بيان إدانة واستنكار وشجب لتصرفات المدعو ياسر الحبيب في النيل من زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وقال إن البيان سيتضمن تأكيد عموم المسلمين في العالم أن ما قام به المدعو الحبيب هو خروج عن خط مدرسة أهل البيت وعن معتقد الشيعة (الاثنا عشرية)، الذي يؤمن إيماناً مطلقاً بطهارتها من الإفك. واعتبر البيان المزمع صدوره أن ما جاء في هذا الاحتفال هو إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وللشيعة قبل أن يكون إساءة لطوائف المسلمين، وأن ما قام به المدعو الحبيب تصرف معتوه أو تقف خلفه دوائر مشبوهة. وذكر النجيدي أن البيان سيضم توقيعات أكثر من 100 عالم ومثقف شيعي في الأحساء، وفي مقدمتهم فضيلة رئيس محكمة المواريث الجعفرية في الأحساء الشيخ محمد الجزيزي، والسيد محمد رضا ابن السيد طاهر السلمان، والسيد موسى الهاشم، والشيخ جواد الخليفة، والسيد علي باقر، والشيخ عادل أبوخمسين، والشيخ حسن أبوخمسين، ويوسف الحسن، وعبدالرحيم أبوخمسين، والعديد من المشايخ ورجال الدين في الأحساء. وأضاف أنه يجري حالياً التنسيق والترتيب لإقامة بعض المحاضرات والندوات لتصحيح تلك المغالطات التي نالت من السيدة عائشة - رضي الله عنها- وذلك في المنتديات الشيعية، لافتاً إلى أن منتداه "الانفتاح الثقافي" سيكون أول المبادرين والمتبنين لتلك المحاضرات بعد أخذ الموافقة الرسمية. وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الكويتية الاثنين أنها بصدد اتخاذ إجراءات حازمة لردع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني والمساس بالوحدة الوطنية وبثوابتنا الراسخة، بعد قيام الناشط الشيعي الفار من السجن ياسر حبيب الذي يدير "هيئة خدام المهدي" الشيعية في لندن. وطالبت الحكومة وسائل الإعلام المحلية بالكف عن «بث ونشر ما يسيء إلى وحدتنا وثوابتنا الوطنية». وهاجم معظم النواب السُنّة حبيب وطالبوا بسحب جنسيته، بينما تفاوت رد فعل الشيعة بين من اتهم نواباً من السُنة بإثارة الفتنة وطالب بسحب الجنسية أيضاً من رجل الدين السُنّي عثمان الخميس المعروف بانتقاده الشيعة، وبين من شاركوا انتقادات السنة لحبيب. وأصدرت عائلة حبيب بياناً قبل يومين قالت فيه إنها لا تؤيد مواقفه الحالية ولا السابقة وتؤكد دعمها للحكومة في أي إجراء تتخذه، وقالت الحكومة إنها باشرت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في شأن كل المسائل والمخالفات التي يطالها القانون، في إشارة إلى احتمال صدور قرار بسحب الجنسية الكويتية من حبيب أو إسقاطها عنه. وكان نواب نقلوا عن وزراء في الحكومة وعدد بصدور قرار في هذا الاتجاه خلال أسبوعين أو ثلاثة، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن رئيس الوزراء بالإنابة وزير الدفاع الشيخ جابر مبارك الصباح قوله ان الحكومة تتابع بكثير من الاستياء والقلق ما تشهده الساحة المحلية من تصريحات وتصريحات مضادة تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة وتنطوي على مساس مرفوض بوحدتنا الوطنية وتعمد الإثارة والشحن وتأجيج العواطف في مسائل وموضوعات شديدة الحساسية. واعتبر أن ما يجرى لا يحقق مصلحة الوطن ولا يؤدي إلى معالجة موضوعية مدروسة لمختلف المسائل المثارة التي لا تتم من طريق استخدام وسائل الإعلام وتسخيرها لاستقبال وبث ونشر كل ما من شأنه المزيد من الإثارة والتصعيد والاستفزاز وخلط الأوراق. وأكد أن الجهات المعنية باشرت اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في شأن كل المسائل والمخالفات التي يطالها القانون، مشدداً على أن الحكومة لن تتردد في اتخاذ الإجراءات الحازمة لردع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني والمساس بالوحدة الوطنية وبثوابتنا الراسخة. ودعا الكويتيين إلى التحلي بالحكمة وبعد النظر وروح المسئولية وتجنب الانسياق وراء من لا يريد خيراً للكويت، وأن يعملوا على تفويت الفرصة على من يهدف إلى بث الفتنة والبغضاء بين أبناء الأسرة الكويتية الواحدة.