"تسرب أكثر من 100طن نفط لمياه النيل بأسوان ".. حادث اثار قلق المواطنين خاصة مع ضخامة كمية السولار المتسربة نتيجة انقلاب صندل يحمل 244 طناً من السولار السبت11سبتمبر/أيلول2010عندأسوان. وتصاعدت المخاوف من خطورة السولار على الكائنات الحية و الحشائش ، نتيجة منع الاوكسجين من النفاذ الى طبقات المياه العميقة ،والأخطر أن يمتد الضرر الى مياه الشرب . وعقب الحادث،أعلن دكتورمحمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والرى تشكيل لجنة عليا من وزارتي الموارد المائية والري والبيئة لفحص مكان انقلاب الصندل والتعامل مع البقعة البترولية. وأضاف أن النتائج الأولية أثبتت أن البقعة لم تؤثر بالسلب في محطات مياه الشرب أو مياه النيل بأسوان. وأكد وزير الري أنه بعد تكرار حوادث انقلاب الصنادل تدرس الوزارة حالياً منع الصنادل المحملة بالمواد البترولية من السير في نهر النيل. وما يثير الهواجس ، أنها ليست المرة الأولى التى يواجه فيها شريان الحياة الرئيسى بمصر مخاطر التلوث وربما لاتكون الأخيرة .. فلم يسلم "حابى" اله النيل عند الفراعنة عبر العصورمن مخلفات كوارث الحروب الى انقلاب صنادل النفط وتعديات ألوان الصرف المختلفة وتصادم المعديات وان كانت مظاهر التلوث برزت مع تعدد مصادره ووقوع الكوارث. تلوث نفطى فسبق أن تعرض نهر النيل للتلوث بالمواد البترولية خلال السنوات الأخيرة .. فعلى سبيل المثال ، حدث تسرب بمنطقة كفر العلو بحلوان عندما كسرت ماسورة تنقل المازوت لمصانع التبين فى يوليو/تموز8002 وحينئذ ، قررالدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة إغلاق جميع مآخذ محطات المياه التابعة للمحافظة علي طول نهر النيل بعد أن تلقت غرفة العمليات المركزية بالمحافظة بلاغاً بوجود بقعة مازوت متحركة قادمة من اتجاه حلوان ،نتيجة قيام عمال شركة أسمنت حلوان بتحويل مسار إحدي أنابيب المازوت المكسورة تجاه النهر. وأثبتت جميع التحاليل التي أجريت علي المياه الموجودة بالمنازل عدم تأثرها ببقعة الزيت، وإن ترتب علي هذه الحادثة ضعف المياه في بعض مناطق القاهرة لحين السيطرة علي بقعة الزيت، وقدرحجم بقعة المازوت المتسربة ب 3 كيلو مترات قرب جنوب ركن فاروق بحلوان . وبالتعاون مع وزارة البيئة تم احتواء الأزمة سريعاً ،وحصار البقعة بعمل سدين حولها لمنع تسربها وإصلاح ماسورة الزيت لضمان عدم التسريب حتي يتم التعامل مع البقعة بالمواد الكيميائية لتفتيتها، فضلا عن غلق محطة الشرب القريبة من البقعة وإمداد سكان المنطقة بمياه الشرب من محطات قريبة لحين إعادة التشغيل. وتكررت الواقعة مرة أخري بمنطقة المعصرة عندما تسربت نحو 10 أطنان من المازوت إلى أحد المصارف المتصلة بنهر النيل من خزانات محطة كهرباء جنوبالقاهرة فى سبتمبر/أيلول 2008، ووقتها أصلحت الأجهزة المعنية الخلل بخزانات المحطة . والأخطر من التلوث النفطى ،ما كشفه د. طارق النمر رئيس معمل التحاليل الإشعاعية بجامعة طنطا فى مطلع 2010 من وجود مادة اليورانيوم المشع في الرواسب الطينية بمياه النيل بالقرب من مصانع الأسمدة في كفر الزيات. وقررت لجنة الصحة بمجلس الشعب برئاسة د. حمدي السيد تشكيل لجنة من خبراء العلوم بجامعة طنطا وهيئة الطاقة الذرية ووزارة البيئة لقياس نسب الإشعاع في المنطقة المحيطة بمصانع السماد،وذلك خلال مناقشة طلب الإحاطة المقدّم من نواب حول التلوّث الناتج من مصانع الأسمدة، الذي أصاب بعض المواطنين في كفر الزيات بالأمراض الخبيثة. ضحايا رواندا وليت الأمر اقتصر على التسرب النفطى أو اثار لمواد المشعة ، فلا أحد ينسى ضحايا الحرب الأهلية برواندا الذين تسببوا فى كارثة بيئية عام 1994، حين وصلت عشرات الآلاف من الجثث الطافية فوق سطح المياه عبرنهر كاجيرا حيث إستقرت في بحيرة "فيكتوريا"،وساعتها أعلنت 4مناطق ساحلية على البحيرة كمناطق كوارث، ووصف العلماء الواقعة بأنها أكبر كارثة في العالم يتعرض لها نهر من المياه العذبة، لأن أوبئة الأمراض الفتاكة الناتجة عن تحلل تلك الجثث في مياه النهر لن تقتصر على دولة بعينها بل تمتد الى تسع دول تشرب شعوبها من مياه النيل ناهيكم عن جثث الحيوانات النافقة .