بسمة مومانى الباحثة فى مركز بروكنجز الأمريكى قالت فى مقال نشر لها أول من أمس الثلاثاء إن الجيش الذى ظل بعيدا عن الأضواء بعد تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب أصدر بيانا ينذر بالسوء، فى إشارة إلى ما جاء فى البيان من أنه إذا لم يكن هناك حوار بين الأطراف ستجر البلاد إلى «النفق المظلم». واعتبرت أنه إذا كان بيان الجيش يخفى تهديدا بالانقلاب، فإنه سيضع نفسه ضد أنصار مرسى، الذين يمكنهم الخروج بمئات الآلاف عندما يطلب منهم ذلك.
أوضحت مومانى أن أمام المصريين خيارين إما التصويت ب«نعم» على أمل إجراء تعديلات على الدستور بعد انتخاب البرلمان وإما التصويت ب«لا» وتتم إعادة تشكيل جمعية تأسيسية جديدة لصياغة الدستور خلال شهرين. ووصف هذه الخيارات بأنها «خيارات صعبة لمعظم المصريين». الشعب أصيب بإحباط من وضع بلادهم التى انجرفت بسرعة إلى حالة من الفوضى والخروج على القانون، وأيضا من الإعلانات التى لا نهاية لها من أنصار الحكومة والثوريين.
وقالت مومانى إن: «مرسى يعتبر أن الاستفتاء هو الفرصة للوصول إلى الديمقراطية الحقيقية وتخليص الصفوف السياسية العليا من النخب العلمانية».
فى المقابل، فإن معظم معارضى مرسى لا يريدون شيئا أقل من الإطاحة به مثلما حدث مع مبارك. وكان خطاب مرسى للأمة تجربة أخرى لإضعاف الروح المعنوية للشعب الذى أطاح بمبارك وتعهد بعدم قبول فرعون آخر. كما اعتبرت مومانى أن عدم الاستقرار الذى أدت إليه خطوات مرسى التى تركت المصريين فى حالة من التخبط والإحباط والغضب، يشير إلى أزمة اقتصادية داخلية تلوح فى الأفق.
وأضافت أن مصر فى حالة اضطراب والظروف دفعت جميع الأطراف إلى مواقف متطرفة ومتصلبة، وعلقت بالقول «لا شىء سيقنع مرسى أنه لا ينبغى إجراء الاستفتاء، ولا شىء سيقنع جماعات المعارضة بتجديد إيمانهم فى قيادتهم».
أنهت مومانى المقال بقولها «البلد فى حالة اضطراب واستقطاب من قبل اثنين من التفسيرات لما يجب أن يكون عليه مستقبل مصر، ترك المصريين للاختيار بين اليأس والفوضى، أمر غير واقعى».