ناولت مجلة "فورين بوليسي" في مقال لمراسليها جوناثان شانزر وبنيامين فينتال ما كان يخامر المراقبين من شكوك حول قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في تعديل صفة فلسطين. وقالت ان المفاجأة الكبرى ظهرت في عدد الدول الاوروبية الرئيسية التي لم تنضم الى الولاياتالمتحدة بالتصويت ضد القرار. وكانت الدولة الاوروبية الوحيدة التي صوتت ضده هي جمهورية التشيك، غير ان ما اثار الدهشة ان المانيا وبريطانيا، وهما عادة من الدول المؤيدة بعناد للحكومات الاسرائيلية، قررتا الامتناع عن التصويت. وتساءلت هل يعني ذلك ان اسرائيل خسرت التأييد الاوروبي؟. وفيما يلي نص المقال:
تردد ان القرار الالماني المفاجيء للانتقال من موقف معارضة مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى موقف الامتناع عن التصويت، كان مرتبطا بموضوع استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية – وهو موضوع نزاع بين العواصم الاوروبية. ويبدو ان المانيا انتهزت هذه الفرصة لايضاح موقفها من هذا النزاع على المسرح الدولي.
كان القرار مفاجئا على وجه التحديد للاسرائيليين على اساس العلاقة التاريخية بين المانيا والدولة اليهودية. اذ كانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قد اعلنت العام 2008 في الكنيست الاسرائيلي انها تؤيد حق اسرائيل في الدفاع عن النفس وانه ليس هناك الا الاسرائيليين والفلسطينيين – من دون اي تدخل خارجي – الذين يمكنهم التفاوض على حل الدولتين.
في ذلك الوقت، قالت ميركل: "ان كل مستشار سبقني حمل عبء مسؤولية المانيا التاريخية الخاصة تجاه أمن اسرائيل. وبالنسبة لي فان امن اسرائيل لن يترك عرضة للتفاوض".