هل وصلت رسالة مظاهرات الثلاثاء، التى خرج فيها الملايين إلى ميدان التحرير وميادين مصر وشوارعها، إلى جماعة الإخوان ومكتب إرشادها ومرشدها العام؟ هل وصلت رسالة مظاهرات الثلاثاء إلى الرئيس محمد مرسى ومستشاريه وأعوانه؟
الرسالة كانت قوية وأظهرت مدى توحُّد القوى المختلفة ضد سياسات جماعة الإخوان وحكمها وسياسات مرسى التابع التى جلبت إلى البلاد مزيدا من التخلف والتراجع والتبعية بعد أن كانوا يأملون فى أن تنتقل البلاد إلى مصافّ الدول الديمقراطية بعد ثورة عظيمة تخلصت من الاستبداد والطغيان والفساد أو هكذا تخيل الناس.. فإذا بهم يسقطون فى يد طغاة جدد لا يسعون إلا لمصالحهم الشخصية ومن أجل صالح جماعتهم لا من أجل بناء وطن.. مغرورون مع فشلهم وعجز شخصياتهم.. ويتاجرون بالدين وهو برىء من تصرفاتهم وسلوكهم إلى يوم الدين.
وهل وصلت رسالة القضاة إلى مرسى وجماعته من احتقانهم وغضبهم لتعديهم على سلطاتهم من أجل مصلحته الشخصية وجماعته.. ولا مانع من الحفاظ على مزايا صهره أحمد فهمى على رأس مجلس الشورى المطعون فيه، الذى جاء ب7٪ فقط من تصويت مشكوك فيه أيضا فحرص على تحصينه والإبقاء عليه؟
وهل وصلت رسالة قضاة المحكمة الدستورية إليه الذين أعلنوا بشكل واضح وصريح اتهامهم جماعة الإخوان ومرسى بالابتزاز؟
وهل وصلت رسالة الناس العاديين وهم ليسوا بسياسيين بالهجوم على مقرات حزب الحرية والعدالة؟!
للأسف واضح جدا أن محمد مرسى وجماعته لم يفهموا تلك الرسائل حتى الآن ويسيرون بطريقة أسوأ من نظام مبارك الذى استمع إلى رسائل الثوار ودعوتهم إياه إلى الرحيل، فتنحَّى ورحل وجرت محاكمته وهو الآن فى السجن.
هم يصرون على المضى قدما ضد مطالب الشعب بديمقراطية حقيقية وبدستور يشارك فيه كل أطياف المجتمع فى كتابته لا مجموعة الغريانى وإخوانه فى إنتاج دستور تفصيل على جماعة الإخوان وحلفائهم، وليس من أجل وطن ضحى كثيرا للحصول على الحرية والكرامة والعدالة ودولة القانون.
فهناك مطالب واضحة طرحتها قوى سياسية وهى إلغاء الإعلان الدستورى المستبد الذى أصدره مرسى من أجل تمكينه وجماعته فى ديكتاتورية جديدة، وحل «تأسيسية الإخوان»، وإقالة وزير الداخلية الذى أصبح تابعا للجماعة وعادت الشرطة لتكون فى خدمة النظام لا فى خدمة الشعب.
لقد بات واضحا أن محمد مرسى فى أيامه فى قصر الرئاسة فاشل تماما، ويسير على نهج مبارك فى إدارة مؤسسة فاسدة بحراستها وبشخوصها القدامى والجدد، ويستعين بشخصيات عاجزة ولا تعمل إلا لمصالحها.
لقد بات واضحا أن الوضع الآن أسوأ مما كانت عليه المرحلة الانتقالية السيئة التى أدارها جنرالات المجلس العسكرى والذين فقدوا ثقة الثوار والشعب فيهم فى إدارة شؤون البلاد، وبات واضحا أيضا تحالف الاثنين العسكر والإخوان ضد الشعب وضد الديمقراطية.
لقد كانت رسالة الشعب الذى خرج فى مظاهرات أمس والمعتصمين والقضاة المعتصمين واضحة تماما للذين يفهمون: لقد سقط إعلان «الإخوان-مرسى للاستبداد الدستورى».
بل أصبح وجود مرسى فى الرئاسة محل شك، فعناده مع الشعب سيفقده أى شرعية يدّعيها.
فهل تفهم جماعة الإخوان؟
وهل يفهم محمد مرسى؟
.. فالشعب يريد ثورته الذى يدّعى محمد مرسى الآن حمايتها بقانون طوارئ لتمكين جماعته من السطو على البلد.