التوقعات بإلغاء مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام تزايدت بشدة فى الأيام الأخيرة، خصوصا بعد اشتعال التظاهرات فى ميدان التحرير، واستمرار الاعتصام احتجاجا على الإعلان الدستورى للرئيس محمد مرسى، لكن أخيرا طمأن المسؤولون عن المهرجان محبى السينما وبدؤوا فى التجهيزات الأخيرة لانطلاق حفل الافتتاح، لكن فجأة وقبيل الحفل بيوم واحد فقط أعلنت إدارة مهرجان القاهرة تأجيل حفل الافتتاح ليصبح مساء الغد بعد أن كان مقررا أن يقام الليلة فى دار الأوبرا المصرية، وذلك بسبب التوتر الأمنى فى منطقة ميدان التحرير المحيطة بالأوبرا، حيث إنه من المقرر أن تنطلق مظاهرة مليونية اليوم ، كذلك تم إرجاء حفل الختام يوما واحدا فقط، وفى السياق ذاته انسحب الفيلم الوثائقى المصرى «البحث عن النفط والرمال» من المشاركة فى المسابقة العربية، احتجاجا على ممارسات الأمن ضد المتظاهرين، وذلك حسب ما قاله وائل عمر مخرج الفيلم الذى يشاركه الإخراج فيليب إل ديب. يأتى هذا أيضا فى الوقت الذى أصدرت فيه نقابة السينمائيين بيانا أول من أمس طالبت من خلاله إدارة مهرجان «القاهرة» بعدم وجود أى مظاهر للاحتفال لشعور المتظاهرين والثوار، كما عبر البيان عن رفضه للإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى. وفى سياق آخر كانت ماريان خورى، المدير الفنى لمهرجان القاهرة السينمائى، قد قررت استبعاد الفيلم السورى «العاشق» من المشاركة فى المسابقة العربية، وجاء أن السبب يتعلق بكون الفيلم الذى يخرجه عبد اللطيف عبد الحميد، من إنتاج مؤسسة السينما السورية، وهى مؤسسة رسمية تحظى بدعم الحكومة السورية، مما جعل البعض يعتبر أن مشاركة الفيلم تعنى دعما غير مباشر للنظام السورى الذى يواجه ثورة شعبية عارمة، لكن النقاد كان لهم رأى آخر، حيث ترى الناقدة خيرية البشلاوى، عضو اللجنة العليا للمهرجان، إن الفيلم متميز جدا، مشيرة إلى أنها لا تتضامن مع رأى ماريان خورى لا فنيا ولا سياسيا، حيث كان يجب أن يتم عرض الفيلم فى المهرجان، خصوصا أن مخرجه معروف عنه معارضته للنظام السورى، إلا أن ماريان من حقها اتخاذ القرار بصفتها رئيس المكتب الفنى، وهو ما أكده أيضا رفيق الصبان رئيس لجنة المشاهدة، مشيرا إلى أن الفيلم من أروع وأعظم الأفلام التى شاهدها فى الفترة الأخيرة فنيا، واستغرب من سبب استبعاده، وقال الناقد وليد سيف أمن عام لجنة المشاهدة، إن الفيلم تحفة فنية، ويتناول بأسلوب حداثى ساخر الواقع السورى عبر رحلة من الزمن وحكاية أقرب إلى السيرة الذاتية، ولا يعتبر سيف مشاركة الفيلم بالمهرجان دعما للنظام السورى، لأن الفيلم يعتبر فى رأيه إدانة بأسلوب فنى رائع لحزب البعث والنظام الحاكم فى سوريا، وليس دعاية للنظام، وكان من الممكن -حسب رأى سيف- أن يرشح بقوة لجائزة أفضل فيلم، ويتساءل سيف، هل يمكن أن نقبل رفض فيلم مصرى متميز لداوود عبد السيد مثلا أو غيره من المخرجبن المتميزين لأنه كان من إنتاج الدولة فى عهد النظام البائد، لكن القرار النهائى كما يقول يبقى لإدارة المهرجان.