عاموس جلعاد: إسرائيل لم تتنازل فى نقاط التفاهم الخاصة بالتهدئة مع مصر عما يخص دفاعها عن نفسها تعددت ردود الأفعال الإسرائيلية على اتفاق التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين الذى جاء بوساطة مصرية بعد 8 أيام من العدوان على قطاع غزة، وسقط ضحيته مئات الشهداء والجرحى. وبعنوان «وقف إطلاق النيران.. ثمن الإنجاز السياسى المصرى» قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن الدور الذى لعبته القاهرة فى تحقيق التهدئة عزز مركزها الدولى، لكنه بين للرئيس المصرى أن قدرته على حل الأزمات بالمنطقة تعتمد على العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضافت «هآرتس» أن نجاح الوسطاء المصريين برئاسة الرئيس مرسى، ورئيس المخابرات رأفت شحاتة لتحقيق التهدئة منح لمصر مركزا عربيا ودوليا جديدا، وهو المركز الذى طمح فى تحقيقه الرئيس المصرى منذ انتخابه، لكنها أشارت إلى أن هذا الإنجاز أوضح لمرسى أنه إذا رغبت القاهرة فى حل المشكلة الفلسطينية فلا مفر من إدارة منظومة علاقات مستقرة وثابتة مع إسرائيل ليست فقط على الصعيد العسكرى.
وأشارت إلى أنه بجانب الإنجاز السياسى فقد فرض اتفاق التهدئة بين تل أبيب وغزة مسؤولية كبيرة على القاهرة التى تحول إلى عنوان معتمد لإدارة وقف إطلاق النار والتعامل مع أى شكوى تتعلق بانتهاك التهدئة، مضيفة أنه من غير الواضح ما الآليات التى سيتم العمل بها لمعالجة تلك الانتهاكات، وما العقوبات الموقعة فى حالة حدث الخرق، لكن مصر سجنت نفسها داخل معركة تلزمها بالتحدث مع تل أبيب، وهذا ثمن سياسى باهظ بالنسبة إلى رئيس مصرى يمثل حركة أيديولوجية ما زالت ترى فى إسرائيل عدوا.
وتابعت الصحيفة تقريرها بالقول إنه لو كفت أيدى كل من حماس والجهاد الإسلامى عن إطلاق النار على إسرائيل، فإنه لا يوجد ضمان فى تأييد تنظيمات صغيرة ومسلحة بغزةوسيناء لمبادئ اتفاق التهدئة؛ فهذه التنظيمات لم تتم دعوتها إلى التوقيع على الاتفاقية كما أنهم غير مذكورين بها، والأهم من ذلك أن حماس والجهاد غير ملزمتين وفقا للاتفاق بكبح نشاط تلك التنظيمات.
هنا يكمن تناقض اتفاق التهدئة -أنهت «هآرتس» تقريرها- الذى بموجبه حماس كحكومة تصبح مسؤولة فقط عن أعمالها وغير ملزمة بالعمل ضد تنظيمات مستقلة على الرغم من أن تلك الأخيرة تعمل داخل أراض تسيطر عليها حماس، وكذلك مصر مطالبة بالمسؤولية فقط عن أعمال حماس والقضاء على التنظيمات فى سيناء، لكن ليس لديها سلطة على التنظيمات الأخرى التى جزء منها ممول وموجه من قبل إيران. وبعنوان «لاعب مركزى.. مرسى أعاد مصر إلى الصدارة»، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن إسرائيل وحركة حماس أوقفتا إطلاق النيران فى ما بينهما، لكن المنتصر الأكبر فى عملية «عمود سحاب» -التى قامت بها تل أبيب فى قطاع غزة خلال الأيام الماضية- هو بشكل عام الرئيس المصرى محمد مرسى الذى واجه لأول مرة أزمة إقليمية بطريقة حكيمة وحافظ على الدور الريادى لبلاده فى العالم العربى.
ولفتت «يديعوت» إلى أن هذه هى المرة الثانية التى يتدخل فيها الإخوان المسلمون فى مفاوضات بين إسرائيل وحماس، فإطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط العام الماضى مثل بداية الأمر. من جانبه أكد يعقوب عميدرور -رئيس هيئة الأمن القومى الإسرائيلى- أنه تبين بعد عملية «عمود السحاب» خطأ افتراضين مسبقين؛ أولهما أن إسرائيل لن تحظى بتأييد واشنطن، والثانى أنها لن تحظى بتعاون مصر؛ موضحا فى مقابلة مع الإذاعة العبرية أن «التعاون مع الولاياتالمتحدة كان جيدا جدا، وأن مصر لم تشكك فى حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها».
من ناحية أخرى قال عاموس جلعاد، رئيس الطاقم السياسى والأمنى بوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن «إسرائيل لم تتنازل فى نقاط التفاهم مع مصر عن حرية العمل الكاملة فى ما يخص الدفاع عن نفسها بشتى الوسائل، بما فى ذلك القيام بعمليات القتل المستهدف».
وقال جلعاد فى مقابلة مع الإذاعة العبرية إن «الغرض من نقاط التفاهم هذه هو توفير الحماية لمواطنى إسرائيل»، مشيرا إلى أنه «سيتم الاعتناء بأى تهديد فى حال ظهوره»، لافتا إلى أن «الأوضاع فى قطاع غزة ومحيطه معقدة، فلذلك يجب علينا أن نعرف متى سنتوقف حتى فى حالة ممارسة كل ما لدينا من قوة».
وأضاف «إدخال قوات عسكرية إلى قطاع غزة والاستيلاء عليه أمر ممكن، ومن المتوقع أن يحقق إنجازات عسكرية، ولكن عملية من هذا القبيل قد تنطوى على عواقب وخيمة فى كل ما يخص العلاقة مع جيراننا».