قال سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة المصري، إن تشكيل الحكومة حال حصوله على أغلبية برلمانية حق دستوري، غير أنه لا يفضل أن يستأثر الحزب بتشكيل الحكومة في المرحلة الحالية، بل يفضلها حكومة ائتلافية تكنوقراط. ودعا رئيس حزب الحرية والعدالة إلى إعطاء فرصة للحكومة، التي برغم عدم رضاه عن أداء بعض وزرائها، إلا أنه يرجع ذلك لضيق الوقت والإمكانيات المتاحة.
وحول برنامج مشروع النهضة الذي ضمنته الجماعة في البرنامج الانتخابي للرئيس محمد مرسي، واختلفت تصريحات الجماعة بشأن جاهزيته، قال الكتاتني إنه "الآن فقط اكتملت الرؤية النهائية لبرنامج مشروع النهضة وسنعرضها بشكلها الكامل خلال أسابيع قليلة".
- بما أن تجربة الحكومة الحالية محسوبة على جماعة الإخوان.. ما تقييمك لأداء الحكومة؟
الحكومة تعمل في ظروف صعبة وهي ورثت ميراث بلد فقير مدين فيه فساد، ومطالب الناس كثيرة جدًا، والناس تتصور بعد الثورة أن الحكومة لديها عصا سحرية لحل المشاكل.
لا أنكر أن الحزب مسئول أمام الناس عن أداء هذه الحكومة.. الحزب يحاول من خلال لجانه الفنية دعم الحكومة لإنجاحها وخبرتها تزداد.
لكن حتى تكون منصفًا عند تقييم الحكومة قيِّمها في ظل الظروف التي تعمل بها وفي ظل الموارد المتاحة لها، وليس بالضرورة أن أكون راضيًا أو ساخطًا عن أداء الحكومة.
الحكومة بها وزراء ليسوا سياسيين أصلاً، والقليل منهم ينتمي لأحزاب سياسية، وأرى أن الحكومة تحاول جهدها، وإن كان جهد الحكومة أقل من طموحات الناس من وجهة نظرهم إلا أن علينا أن نعطي للحكومة فرصة للعمل بدلاً من أن نربكها بمحاصرتها بالمظاهرات الفئوية.
فالحكومة بالأمس فقط قدمت رؤيتها للفترة المقبلة للرئيس، ولو أتيحت لها الظروف وطبقتها فهو أمر جيد.. ولا يمكن أن أحكم على حكومة بأنها فشلت وعمرها لم يتعدَ 4 أشهر.
- ما تقييمك لأداء وزراء حزب الحرية والعدالة؟
بعضهم قد يكون أداؤه يتميز قليلاً في بعض النواحي لأنهم سياسيون وأتوا من حزب، ولكن بعض وزراء "الحرية والعدالة" أداؤهم دون المستوى المطلوب.
- هل طلب الحزب تعديلاً وزاريًا؟
لم يحدث، وليس بالضرورة أن أكون راضيًا عن الجميع، وهناك بعض الوزراء كنت أتمنى أن يكون أداؤهم أفضل، لكن أداءهم دون المستوى بغض النظر عن الإمكانيات؛ لأن هناك وزراء يثبتون كفاءة في حدود الإمكانيات الموجودة حتى وإن كانت محدودة لأن لديهم رؤية.. لكن أمهل نفسي فترة حتى أحكم حكمًا صحيحًا.
- في حال حصول الحزب علي أغلبية بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، هل سيتمسك بتشكيل حكومة؟
هذا حق دستوري، والحزب الحائز على أغلبية يكون له حق تشكيل حكومة، إلا أن الحزب لم يعرض لهذا الأمر بعد، أما رأيي الشخصي فهو ألا يستأثر الحزب بتشكيل الحكومة حتى لو فاز بالأغلبية، لأن مصر في مرحلة حرجة، فمن الممكن أن يتحمل الحزب مسئولية وأداء حكومة ائتلافية وتكنوقراط شريطة أن تُنفذ برنامجه الانتخابي، فحكومة تضم عناصر ذات كفاءة وتعمل علي برنامجي أفضل من الحكومة الحزبية، فنحن لا نؤيد الحكومة الحزبية كلها.
- أين مشروع النهضة وبرنامج حزب الحرية والعدالة من البرنامج الاقتصادي الذي تتبناه حكومة هشام قنديل؟
جزء من مشروع النهضة (مشروع جماعة الإخوان المسلمين لتنمية البلاد) متضمن في برنامج الرئيس (محمد مرسي مرشح الجماعة للرئاسة) الانتخابي، والآن فقط تم الانتهاء من وضع رؤية برنامج النهضة كاملة، وهي خطة طموحة جدًا سنعرضها خلال أسابيع قليلة، ولدينا فِرق النهضة التي تعمل علي نقل تجارب الدول الناجحة، وعادت إحدى فِرق النهضة من زيارة للهند منذ يومين، ونبذل مجهودات كبيرة غير معلن عنها، سيعرض مسئولو مشروع النهضة على المكتب التنفيذي للحزب ما وصل إليه المشروع حتى الآن تمهيدًا لعرضه كمشروع متكامل.
- تُوجه لقيادات الحزب والجماعة اتهامات بأن تصريحاتها متضاربة بشأن مشروع النهضة، فبينما قال نائب مرشد الجماعة إنه عبارة عن أطر عامة، وأنت تقول إنه المشروع متكامل.. ما سبب هذا التعارض؟
لا تعارض إذ إن المشروع كان إطارًا عامًا نرفع فيه واقع الدولة في كل المجالات، ونحن الآن في مرحلة إعداد المشروعات، وبعد مرحلة الإعداد سندرس المرحلة الأخيرة وهي تمويل هذه المشروعات، لأن هذه المشروعات ستكون حبرًا على ورق إذا لم تجد التمويل المناسب.
- كيف ستنفذون مشروعكم وهناك حكومة تتولى برنامجًا اقتصاديًا مختلفًا عنه؟
نحن لا نفرض شيئًا على الحكومة، ولكن نعرض عليها رؤيتنا، وأتصور حين يخرج مشروع النهضة بتفاصيله ومحتوياته سيسعد أي حكومة أن تتبناه، حيث إنها ستجد الدعم الفني والدراسات جاهزة، لأن الجهد الأكبر الذي استغرقه الفريق العامل على مشروع النهضة كان في التركيز على مقدرات وثروات وموارد الدولة تفصيلاً، وأولوية احتياجات مصر؛ إذ إن رفع الواقع عن مصر وفق خطة وبرنامج زمني أمر مهم جدًا، كما أن الحزب يستعين بالكفاءات العلمية في مجالاتها دون التقيد بانتماء المشاركين للحزب.
- هذا يعني أن المشروع قائم بالفعل ولكن لم يُطرح على الحكومة الحالية لتنفيذه؟
ممكن أن يكون هناك أجزاء من المشروع تتوافق مع برنامج الحكومة، خاصة في الخطط متوسطة وطويلة المدى، أما في الخطط سريعة المدى فلن يكون بها شيء من مشروع النهضة.
- بمناسبة التمويل، ما سبب غموض موقف الحزب حتى الآن من الاقتراض من الخارج وخاصة من صندوق النقد الدولي؟
نحن الآن ندرس شروط صندوق النقد الدولي على مصر مقابل تمرير هذا القرض، لأن الحزب لن يوافق للصندوق على بياض، ومهمتنا كحزب سياسي ألا تكون الشروط مجحفة للجماهير وتضمن عدم ارتفاع الأسعار والخدمات، فنحن لم نرفض ولم نوافق وسنساعد الحكومة حتى لا تنعكس شروط صندوق النقد على المواطن بالسلب.
- ما رأيك في تأخر الحكومة حتى الآن في عدم طرح برنامجها الاقتصادي للحوار السياسي والمجتمعي؟
أتصور أن الحكومة ملزمة بطرح برنامجها للحوار على القوى السياسية والمجتمع بشفافية حتى تتجنب الصدام مع الرافضين للقرض.