.. والتي يحمل أحد الشوارع اسمها في قلب مدينة ميلانو إعلانات تسفير شباب زنارة إلى الخارج في كل مكان بعكس الغالبية العظمي من القري المصرية يشعر زائر قرية زنارة مركز تلا بمحافظة المنوفية أنه في قرية محظوظة تهتم بها الحكومة إلي أقصي درجة، لكن بعد السؤال والتمحيص تعرف أن القرية علي هذه الحال بفضل أبنائها الذين يسافرون إلي إيطاليا ويعودون فيعيدون بناء منازلهم ويتكفلون بمد المرافق لها وتطوير مداخلها وشوارعها. ميكروباص من مدينة شبين الكوم يقطع نحو 15 كليو متراً بين مساحة كبيرة من المشاتل يتخللها عدد كبير من الفيلات الفخمة التي تمت إقامتها علي أحدث طراز وتقترب كثيراً من شكل المباني الأوروبية. يقطن القرية نحو 25 ألف نسمة، هاجر منهم نحو 4 آلاف شاب لإيطاليا وحدها معظمهم يتركز في مدينة ميلانو ومن الأقاويل التي تعكس عدد المهاجرين بالقرية أن هناك شارعاً في مدينة ميلانو معروف باسم شارع زنارة، حيث إن غالبية سكانه من أبناء هذه القرية. وبالرغم من أن السفر إلي أوروبا عادة يحل الكثير من المشاكل فإنه يجلب المصائب أيضاً، ففي شهر أكتوبر 2001 سافر 24 شاباً من القرية إلي ليبيا للعمل بها، وبعد سفرهم انقطعت أخبارهم ولم تعد أسرهم تعلم عنهم شيئاً؛ وهو ما دعا الأسر لتقديم شكاوي للجهات المسئولة بعد علمهم بغرق أحد المراكب الذي كان يستقله مصريون بطريقة غير شرعية أثناء محاولتهم الدخول للأراضي الإيطالية ولم يعرف الأهالي مصير أبنائهم حتي الآن، ولم يبق لهم سوي الهرولة خلف شائعة من هنا وخبر كاذب من هناك، في حين يقتنع غالبية الأهالي بأن أبناءهم معتقلون في السجون الليبية بعد ضبطهم أثناء محاولة الهرب إلي إيطاليا. يعتقد الكثير من أهالي القرية أن السفر لإيطاليا بلاء حيث ترتب عليه الكثير من المشاكل التي تعتبر كالسرطان لا يقف أمامه أي شيء فالحالة المادية لمعظم الأهالي في ارتفاع مستمر بسبب سفر أبنائهم وذلك يجبر الشباب الباقي علي محاولة الهجرة حتي ولو كانت بطرق غير شرعية عن طريق السواحل الليبية أو مكاتب الهجرة التي وصل بها سعر العقود الثابتة إلي 80 ألف جنيه والعقود الموسمية إلي 45 ألف جنيه حيث قاربت ظاهرة الهجرة غير الشرعية علي الاختفاء بعد الاشتراطات الجديدة لدخول ليبيا وكذلك القبض علي الكثيرين من شباب القرية أثناء محاولات للعبور لإيطاليا، وهناك الكثير من الظواهر شهدتها القرية نتيجة سفر الشباب منها انتشار تجارة العملة بين الأهالي ولكن الظاهرة الغريبة التي لم تعد كذلك أن مجرد السفر لإيطاليا يعد كشهادة جامعية أو أعلي من ذلك حيث يطلق علي المسافر أنه حاصل علي بكالوريوس إيطاليا حيث بإمكان أي شخص الزواج من فتاة حاصلة علي أعلي مستوي تعليمي لمجرد سفره لإيطاليا وتتميز زنارة بطابع خاص بسبب محاولات العديد من الأهالي البناء علي الطريقة الأوروبية لتخرج في النهاية المباني مزيجاً بين العمارة المصرية مع لمسات أوروبية واضحة .