«رب إعصار نافع»، هذا كان وصف صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على تأثر برنامج المرشح الجمهورى وحملته الانتخابية قبل أيام معدودة من الاستحقاق الرئاسى بإعصار ساندى الذى ضرب الساحل الشرقى للولايات المتحدة وأسفر عن مقتل العشرات وغرق مدن عديدة أبرزها نيويورك ونيوجيرسى. وقال المحرر بالصحيفة جونى دايموند إن رومنى كان يتنمى أن يتباهى بالخروج فى ولاية أوهايو متحدثا عن سياساته منتقدا الرئيس باراك أوباما، ولكن «برنامجه تأثر كثيرا بسبب الإعصار، وغطت قمم الأشجار فى ولاية فرجينيا الغربية، ضباب كثيف يخيم على الطريق السريع فى ولاية بنسلفانيا. المطر أغرق الظلام من حدود ولاية أوهايو، وموجات الراديو باتت تنقل التحذيرات من العاصفة المرتقبة بدلا من الدعاية الانتخابية المعتادة».
وكان رومنى قد حول جولته فى أوهايو إلى عملية إنسانية داعيا لمساعدة المتضررين من الإعصار، واكتفى بعرض شريط دعائى فقط فى بداية اللقاء، كما ألقت زوجته آن رومنى خطابا دعت فيه لمساعدات عاجلة لضحايا ساندى.
وتابع المحرر قائلا «ابتعد الناس كثيرا عن أحاديث الاقتصاد القاتمة وشعور الكثيرين بخيبة أمل، ليركز الجميع على أخبار ساندى، وبات الكثير منهم يفكر فى ما يعنيه قيمة السباق الرئاسى أساسا وحياتهم جميعا مهددة بالخطر». وأشارت الصحيفة إلى أنه «رغم أن العاصفة يمكن أن تظهر الرئيس باراك أوباما كرئيس جيد يدرك كيفية إدارة البلاد وقت الأزمات، فإن عديدا من الناس قد لا يمنحونه هذا المجد، لأنه يؤدى العمل المفترض منه أن يؤديه».
واستمر دايموند قائلا «بالتأكيد تلك العاصفة أضرت كثيرا رومنى، الذى خسر إقامة 3 تجمعات ومؤتمرات انتخابية بسبب الإعصار فى ولاية فيرجينيا، والتى كانت سيكون لها الدور الحاسم فى مشواره نحو البيت الأبيض، خصوصا مع الفارق الضئيل بينه وبين أوباما فى استطلاعات الرأى».
ولكن المحرر رأى أن غياب المليونير القسرى عن تلك الحملات التى كان من المفترض أن يقوم بها على ساحل الأطلسى قد يكون واحدة من أفضل الميزات التى تحصل عليها حملته.
وعلل ذلك قائلا «موقف رومنى هذا سيدفع الجمهوريين لمضاعفة جهودهم أكثر للخروج للتصويت وإقناع الناخبين المترددين، وستعمل على حشد أنصار جدد له بوصفه مضحيا بمستقبل حملته من أجل الحفاظ على مشاعر سكان تلك المناطق المنكوبة».
يذكر أن عددا من وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى وجهت انتقادات لرومنى بسبب تصريحات له تعود إلى عام 2011 يظهر فيها وكأنه يطالب بإعادة النظر فى دور الوكالة الفيدرالية لإدارة الأزمات، والتى كان لها دور بارز ومحورى فى التعامل مع إعصار ساندى وأنقذت حياة الملايين.
كما أن وسائل إعلام عديدة أثنت على موقف أوباما، خصوصا بعدما رد على أحد الصحفيين قائلا «لست قلقا فى الوقت الحالى على مردود الإعصار على نتيجة الانتخابات. أولويتنا الأولى الآن هى أن نتأكد من أننا ننقذ أرواحا».