قبل أقل من شهر تقريبا كتبت أن فوز الزمالك بدرع الدوري هذا الموسم من رابع المستحيلات، لكن مع تحقيق الزمالك لسبعة انتصارات متتالية، وفقدان الأهلي لسبع نقاط في أربع مباريات، اختلفت الأمور كثير فما فعله حسام حسن مع الزمالك بعدما قاد الفريق للفوز في سبع مباريات متتالية يعد إنجازا كبيرا أثبت به «العميد» أنه ذو قيمة كبيرة رغم صغر سنه، وحتي لو خسر الزمالك بطولة الدوري، فإن مصر فازت بمدرب مستقبله باهر. ما فعله حسام بالفعل أمر لا يصدق، فقد حول الفسيخ إلي شربات، ودخل في منظومة الزمالك الفاشلة منذ خمس سنوات كاملة ليحول الفريق إلي فريق قوي ومرعب، رغم أن الإدارة كما هي لم تتغير، واللاعبون كما هم لم يتغيروا، وكل ما تغير فقط هو الجهاز الفني. بل علي العكس، فالفريق فقد مهاجمين مميزين بحجم ميدو وعمرو زكي، ولا يصح أن نقول إنهما كانا سبب الهزائم، لأن الفريق فاز في آخر ثلاث مباريات في الدور الأول وتعادل مع الأهلي في وجودهما، ولكن رحيلهما لم يفرق مع الفريق أي شيء، رغم أنه لم يضم في يناير سوي لاعب واحد فقط هو حسين ياسر. فالزمالك الذي جمع 11 نقطة فقط في عهد الثنائي دي كاستال وهنري ميشيل طوال 11 مباراة بواقع نقطة واحدة كل مباراة، وفقد معه 22 نقطة كاملة، نجح في جمع 22 نقطة مع حسام حسن في ثماني مباريات، ولم يفقد سوي نقطتين فقط بالتعادل مع الأهلي. والزمالك الذي سجل 12 هدفا فقط خلال أول 11 مباراة، بواقع هدف واحد في كل مباراة، نجح في تسجيل 14 هدفا خلال آخر ثماني مباريات. والزمالك الذي اهتزت شباكه 15 مرة خلال أول 11 مباراة، لم تهتز شباكه سوي بثلاثة أهداف فقط في آخر ثماني مباريات، من بينهما هدفان من ركلتي جزاء، والثالث من ضربة ثابتة، أي أنه لم تهتز شباكه من أي هدف من الحركة. مميزات «العميد» حسام حسن ليس مجرد شخص يبث الحماس أو الروح فقط مثلما يردد بعض الحاقدين عنه، ولكنه أثبت أنه مدرب مميز فنيا، وأيضا نفسيا في التعامل مع اللاعبين، وهو ما ظهر علي أداء الزمالك، ونستطيع إجمال مميزات العميد في النقاط التالية: وضع يده علي التشكيل الأمثل للزمالك سريعا، وثبته في معظم المباريات مع بعض التعديلات البسيطة للإصابات أو الإيقافات. إجراء تبديلات مناسبة في التوقيتات المناسبة، وإجراء تغييرات في مراكز اللاعبين داخل الملعب علي حسب سير المباراة بخلاف التبديلات من علي الخطوط. التعامل مع اللاعبين بطريقة نفسية رائعة، وهو ما جعله ينال حب واحترام جميع اللاعبين حتي الذين لا يشاركون، وهو ما جعلنا نشاهد شيكابالا بشكل آخر داخل الملعب بدون مشاكل أو «نرفزة» أو مشادات مع الجماهير. الجرأة الشديدة في اختيار التشكيل أو التبديلات، دون النظر لأسماء اللاعبين أو شهرتهم، والدفع بلاعبين صاعدين في التشكيلة الأساسية، أو استبدال لاعب قام بنزوله في نفس المباراة مثلما حدث من قبل مع أديكو في مباراة المنصورة في الدوري، أو مع سيد مسعد في مباراة ودية. تطبيق سياسة الثواب والعقاب علي جميع اللاعبين مهما كانت شهرتهم، وهو ما يشعر اللاعبين بالعدل بدلا من السياسة التي كانت تتبع من قبل بتدليل اللاعبين الكبار، ومعاقبة الصغار فقط، وهو ما جعله يبعد حازم إمام من تشكيلة الفريق رغم أنه لاعب مميز فنيا وكان أساسيا مع الفريق. عزل فريق الكرة تماما عن مجلس الإدارة، ورفض السماح لأي شخص من مجلس الإدارة حتي ممدوح عباس نفسه بالتدخل في شئون الفريق مثلما كان يحدث من قبل. الاستفادة من جميع لاعبيه وتوظيفهم في أماكن جديدة مثلما فعل مع هاني سعيد وحوله لمركز لاعب الوسط المدافع بدلا من مركز الليبرو وتألق فيه. تطوير الأداء الفني للعديد من اللاعبين مثل أحمد جعفر الذي كان يؤدي أداء متواضعا من قبل، أو أحمد غانم سلطان الذي كانت تطالب جماهير الزمالك بالاستغناء عنه قبل أن يصبح أحد ركائز الفريق. تطبيق أفكار مبتكرة في تنفيذ الضربات الثابتة، وهو ما تكرر أكثر من مرة، وأسفر عن الهدف الأول الرائع أمام بتروجت.