ثلاثة أفلام من إجمالى ستة هو حصيلة إنتاج السبكية فى موسم عيد الأضحى، اثنان منها للمنتج أحمد السبكى «عبده موتة» و«الآنسة مامى» والثالث لمحمد السبكي «مهمة فى فيلم قديم». الأمر قد يبدو كأنه «عادى يعنى صدفة» لكن نظرة سريعة لخطة إنتاج الشقيقين خلال الفترة الماضية، تؤكد أن الأمر ليس مجرد صدفة جمعت هذه الأفلام فى موسم واحد، فخريطة إنتاج الشقيقين مجتمعة فى عام 2012 وحده هى 16 فيلمًا! منها تسعة للمنتج أحمد السبكى وحده.
الأفلام ال16 مقسمة ما بين أفلام تم عرضها بالفعل فى مواسم سينمائية سابقة: «حصل خير، وساعة ونص، والآنسة مامى، وعبده موتة» للمنتج أحمد السبكى، و«جيم أوفر، وعمر وسلمى 3، ومهمة فى فيلم قديم» للمنتج محمد السبكى، بينما يقوم كلاهما بتجهيز حاليا دفعة جديدة من الأفلام بعضها بدأ تصويره والآخر سيبدأ خلال أسابيع وهى «كلبى دليلى» لسامح حسين، و«الحرامى والعبيط» لخالد صالح وخالد الصاوى، و«الليلة الكبيرة» لفريق عمل كباريه والفرح.
و«ساعة ونص» و«عش البلبل» لدينا ولوسى وفيفى عبده، و«إحنا والقمر والجيران» لمنة شلبى وإياد نصار، بالإضافة إلى فيلم «يانا يا القصر العينى» لمحمد سعد، أما المنتج محمد السبكى فيجهز حاليا لفيلم جديد مع يسرا بعد «جيم أوفر» لم يتفقا على اسمه بعد، بالإضافة إلى فيلم «ابن النيل» الذى تعاقد مع أحمد مكى على بطولته، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة فى أول تعاون له مع مكى وكذلك مع فريق عمل الفيلم، وفيلم «أرض النعام» الذى من المقرر أن يخرجه خالد يوسف ويعد اتفاقه مع محمد السبكي على إنتاجه مفاجأة، خصوصًا مع اختلاف أسلوب كليهما واختياراته الفنية عن الآخر.
لنلاحظ بسهولة سيطرة الشقيقين أحمد ومحمد السبكى على أكثر من نصف إنتاج صناعة السينما هذا العام، ليتحول كلاهما إلى قوة إنتاجية عظمى بعد أن ظلت لسنوات طويلة محصورة بين جبهتى الإنتاج والتوزيع السينمائى فى مصر «الشركة العربية» و«المجموعة المتحدة» خصوصًا بعد تراجع إنتاج الجبهتين بعد الثورة وزيادة نشاط السبكية «النصيب الأكبر منها لأحمد السبكى» وإن كان الصراع بين الجبهتين يعتمد فى الأساس على التوزيع وسيطرة كلتيهما على دور العرض، لكن الفكرة تتكرر هنا ببساطة من خلال سيطرة قوتين بعينهما على السوق السينمائية.
الأمر بالطبع ساعد على تنشيط الصناعة سواء اتفقنا مع نوعية الأفلام التى يقدمونها أو اختلفنا معها كما يقول المنتج محمد العدل، الذى يقول إن الوضع مختلف تمامًا عن الحرب الدائرة بين جبهتى الإنتاج، فالسبكية ومعهم شركة «نيوسينشرى» التى أنتجت عددًا لا بأس به من الأفلام، فهم يتنافسون كأى شركات تتنافس فى ما بينها على تقديم ما تراه الأفضل، بينما كان التنافس بين جبهتى الإنتاج والتوزيع فى مصر قائمًا على خطف النجوم، وإن كان الوضع أصبح أفضل بعد فصل الإنتاج عن التوزيع وهى خطوة مهمة جدا.
بينما كان للمنتج كريم السبكى رأى مختلف، فهو يقول إن هناك ثلاثة شبابيك لإيرادات الأفلام، وهى التوزيع الداخلى والخارجى والمحطات الفضائية، وبعد الثورة أصبح الاعتماد الأساسى على التوزيع الداخلى فقط، وهو إيرادات دور العرض، وهو ما يعنى أن المخاطرة أصبحت أكبر «لكننا اخترنا أن نجازف لأننا جزء من الصناعة، وكان من الصعب علينا أن نقف نشاهد ما يحدث دون أن نتحرك»، وعن لعبة التوزيع السينمائى يقول كريم (ابن المنتج أحمد السبكى) إنهم لا يمانعون من دخول اللعبة لكنهم مشغولون بالأفلام التى أنتجوها فى الفترة الأخيرة، التى يجهزون لها حاليا لكن لو أتيحت لهم فرصة شراء دور عرض سينمائية لن يترددوا. بينما يرى المنتج هانى جرجس فوزى أن الشقيقين أحمد ومحمد لم يخشيا بالفعل المخاطرة أو الخسارة فى وقت شعر فيه الآخرون بالخوف، ربما لأن لديهما القدرة على إنتاج الأفلام بأقل الميزانيات مع الحفاظ على خلطة تضمن لهما النجاح.