اعتبرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن حادث التفجير الذى وقع فى مدينة الأشرفية شرق بيروت زاد من المخاوف اللبنانية من أن تعيدها الحرب السورية الحالية إلى أيام حربها الأهلية القاتمة. وذكرت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكترونى - أن الانفجار وقع فى شارع بالقرب من ساحة ساسين فى منطقة الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية، حيث يوجد أحد مكاتب حزب الكتائب اللبنانية وهو أحد الأحزاب المعارضة بقوة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الصحيفة تصريحا لزعيم حزب الكتائب اللبنانى سامى الجميل "دعوا الدولة تحمى مواطنيها. لن نقبل بأي مماطلة فى هذا الشأن ولن نستمر أبدا بهذا الشكل فنحن نحذر منذ عام كفى". وأعادت الصحيفة إلى الأذهان التفجيرات التى سبق وأن وقعت بلبنان واستهدفت شخصيات سياسية والتى كان أهمها حادث التفجير الذي أدى إلى مقتل رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى وتفجير السيارة الدبلوماسية الأمريكية الذى أودى بحياة ثلاثة أشخاص فى عام 2008. وأشارت الصحيفة إلى استمرار الخلافات بين السنة والشيعة والمسيحيين إلى ما بعد الحرب الأهلية التى دارت رحاها على الأراض اللبنانية، حيث وصلت إلى ذروتها فى عام 2005 بمقتل الحريرى الذى اتهم أنصاره سوريا وأعضاء من حزب الله حينئذ بالوقوف وراء حادثة القتل، وهو الاتهام الذى أنكره الطرفان.
ولفتت الصحيفة إلى أن اندلاع النزاع بين مؤيدى الأسد ومعارضيه فى طرابلس التى تقع شرق لبنان، زاد من احتمالية انتقال الحرب من سوريا إلى لبنان، لافتة إلى أن الحرب في سوريا استهدفت في المقام الأول المسلمين المعارضين لبشار الأسد، والذى ينحدر من الطائفة العلوية الشيعية. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه وسط الخلافات المتصاعدة فى لبنان، لايزال حزب الله "اللبنانى" يقاتل فى صالح الرئيس السورى بشار الأسد فى الوقت الذى يستخدم فيه الثوار السوريون لبنان لتزويد القوات التي تقاتل النظام السوري بالمؤن والأسلحة.