قال المهندس «حسب الله الكفراوي» وزير الإسكان الأسبق إن مشروع «توشكي» رفض في عصر الرئيس «جمال عبدالناصر» وأعيد عرضه علي الرئيس «السادات»، وتم رفضه أيضاً باعتبار أنه مشروع غير مجد ولا يقارن بمشروع السد العالي في ظل إحساس جميع المصريين مسلمين وأقباطاً بأنه مشروع قومي ترجع ملكيته الخاصة للجميع، مضيفاً أن «توشكي» يشعر المواطن المصري بأن بعض ملكيته يعود لأفراد معينين. جاء ذلك في حضور أكثر من 2000 طالب وطالبة من مختلف كليات جامعة أسيوط بالمؤتمر الذي عقد بالقاعة الكبري عن «السد العالي»، وذلك بعد مرور خمسين عاماً علي إنشائه بحضور الدكتور «مصطفي كمال» رئيس جامعة أسيوط والدكتور «محمد عبدالسلام عاشور» نائب رئيس الجامعة الأسبق لشئون البيئة والأستاذ بكلية الهندسة للإنشاءات المائية ومقرر المؤتمر كما تعذر حضور اللواء «نبيل العزبي» عن استكمال حضور المؤتمر لسفره خارج المحافظة. واسترجع «الكفراوي» مع الطلبة بعض الذكريات قائلاً: عندما سمعت أن الروس هم الذين يقومون بالتدريب والتعاون معنا في إنجاز السد العالي خفت أن يعلمونا الشيوعية، ولكنهم كانوا ملتزمين، موضحاً أن السد العالي لم يفرق بين المسلم والمسيحي، وكان الجميع يعمل من أجل مصر. حديث «الكفراوي» دفع الطلاب إلي التصفيق له بحرارة لأكثر من دقيقة، كاشفاً في الوقت ذاته عن تكليف من الرئيس «السادات» قبل وفاته بشهر يؤكد استدعاءه للمجموعة الوزارية، وكلف كلاً منهم بمهمة منها تكليف الدكتور «غالي» وزير الخارجية حينها بالتفرغ لتأكيد العلاقات بالدول الأفريقية، وقد كان منطلق ذلك من أن أفريقيا أهم مورد للمواد الخام لمصر، بل من أحسن الأسواق لنا. شكلت عملية تشييده «ملحمة عطاء غير محدود» للمصريين، موضحاً لطلاب الجامعة أن هذا المشروع تم اختياره عام 1999 بمعرض «هامشير الغربية» بالولايات المتحدةالأمريكية كأعظم مشروع بنية أساسية في العالم تم إنشاؤه في القرن العشرين.