لمن ترك أحمد رمزى الشقاوة وخفة الدم والجدعنة؟ الثابت أن لا أحد يمكنه أن يرث شيئا من ذلك الذى كان وسيما، وشهما حتى النفس الأخير من حياته، حسب كلام المقربين منه ل«الدستور الأصلي» ومن بينهم زوجته السابقة نجوى فؤاد.. من سيفتح قميصه دون ابتذال ودون أن يجرح عين مَن أمامه؟ من يفعل هذا بعد الولد الشقى الذى ذهب وصورته فى أذهاننا كما هى، فلم يفقد وسامته حتى بعدما أصبح أصلع وسمينا. أحمد رمزى الذى عاش الحياة بطولها وعرضها، وكان كتالوج مسيرته خارج كل التوقعات، حتى إن وصيته الأخيرة المحيرة كانت تشبه دنياه التى عاشها، فعكس ما توقع الجميع بأن يتم نقل جثمانه ليدفن فى القاهرة كان أسبق من التوقعات واختار بنفسه مكان دفنته: «الساحل الشمالى»، حيث توفى أول من أمس عن عمر ناهز 82 عاما.
بدأ أحمد رمزى مشواره مع السينما فى منتصف خمسينيات القرن الماضى، وقدم فيها أولى بطولاته 1955 من خلال فيلم «أيامنا الحلوة» مع صديق عمره عمر الشريف، وكان وقتها شابا يجرب ماذا يصنع فى حياته، فقد توفى والده الطبيب عندما كان عمره تسع سنوات فقط، واعتنت والدته الاسكتلندية بالأسرة، بعدها درس فى مدرسة الأورمان، ثم كلية فيكتوريا، كما درس الطب مثل شقيقه الأكبر، لكنه خرج من الكلية بعد أن أمضى فيها ثلاث سنوات فقط، وبعد ذلك دخل كلية التجارة وأيضا لم يستطع الاستمرار وفضّل متابعة مسيرته الفنية، وحسبما تروى لبلبة ل«الدستور الأصلي» فإن أحمد رمزى ودون قصد كان السبب فى إسناد دور البطولة لعمر الشريف فى فيلم «صراع فى المينا»، فقد ذهب لمقابلة المخرج يوسف شاهين بأحد مطاعم وسط البلد، واقترح على عمر الشريف أن يذهب معه، فكانت المفاجأة أن أسند المخرج الكبير البطولة لصديقه بعدما كان متوقعا أن تكون من نصيبه هو، لكنه بالطبع لم يغضب وكان سعيدا بالدور الثانى فى الفيلم «ممدوح»، بعد ذلك بسنوات، كان عمر الشريف سببا فى اشتراك أحمد رمزى فى مسلسل «وجه القمر» الذى قدمه مع فاتن حمامة عام 2000، ونفس الشىء بالنسبة لاشتراك رمزى فى مسلسل «حنان وحنين» الذى قدمه عمر الشريف قبل خمسة أعوام، حين كان وسيطا إيجابيا لدى صناع العملين، وهنا حاول أن يرد جميل صديقه، وما بين بداية مشواره وختامه كان تاريخ الرجل حافلا بنحو 110 أعمال فنيا، أبرزها «تمر حنة»، و«ثرثرة فوق النيل»، و«الحب تحت المطر»، و«الخروج من الجنة»، و«عائلة زيزى»، و«لا تطفئ الشمس»، و«ابن حميدو»، كما كان له إطلالة من خلال برنامج تليفزيونى حمل عنوان «الأستاذ والتلميذ» قدمه معه أحمد السقا قبل عامين، وحكى فيه الكثير عن حياته وخطواته، وأبرز المحطات، ومن المعروف أن أحمد رمزى كان يصبغ أدواره دوما بصبغة كوميدية، ولم يكن شائعا وقتها أن يكون فتى الشاشة كوميديانا، فالصورة النمطية وقتها للعاشق كانت: «رومانسيا هامسا وهائما على وجهه» إلا أن شخصية أحمد رمزى الحقيقية كانت تطغى على أدواره، هو أيضا اعترف بأنه قدم بعض الأدوار دون المستوى حسب تصريحات سابقة له، إذ كان بحاجة إلى المال فاضطر إلى التنازل وتقديم أدوار غير مقتنع بها.
أحمد رمزى لديه ولدان وابنة، وأحد الولدين يعانى من إعاقة ولديه مرض مزمن، وحسب المقربين منه فإن هذا الأمر كان يسبب له ألما نفسيا حادا، تزوج الراحل ثلاث مرات، إحداها بنجوى فؤاد وهى زيجة استمرت 17 يوما فقط، إذ تقول نجوى فؤاد: «كانت جوازة على السريع، كان وقتها على خلاف مع زوجته الأولى وانفصل عنها، ثم ارتبط بى وتم عقد القران، وسافرت لإحياء حفلين بنيويورك وتغيبت لمدة أسبوعين، وعندما رجعت إلى القاهرة فوجئت بأنه عاد إلى زوجته الأولى، فاتفقنا على الطلاق فى هدوء، وأصبحنا صديقين، ومن أكثر الأشياء التى أعجبتنى به شهامته واحترامه وجدعتنه.. ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته»، كما أنه توُفِّى وعلى ذمته زوجته اليونانية.