رغم تهديدات وزير التعليم العالي باتخاذ إجراءات قاسية ضد تعطيل العمل في الإدارات الجامعية، تجمع المئات من موظفي الجامعات أمام قبة جامعة القاهرة في مسيرة إلى مجلس الوزراء تأكيدا على مطالبهم المالية والإدارية. مشاركة أعداد كبيرة من موظفي الجامعات الإقليمية في مسيرة أمس، لم تخف الانقسام الواضح بين موظفي الجامعات حول المطالب في ثالث أسبوع لإضرابهم عن العمل، حيث تراجعت مشاركات جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان في احتجاجات أمس، بينما تزايدت أعداد المشاركين من جامعات الإسكندرية وطنطا والفيوم ودمنهور. لقاء مستشاري الرئيس بممثلين عن ائتلافات موظفي الجامعات لعب دورا واضحا في زيادة انقسامات الموظفين حول المطالب، كما قسمهم حول اتخاذ إجراءات التصعيد، انتظارا لما ستسفر عنه مفاوضات المستشارين الذين طلبوا مهلة شهرا للرد على المطالب المالية والإدارية. المشاركون في مسيرة أمس أكدوا قائمة المطالب الموحدة لائتلاف الموظفين، مرددين هتافات من بينها «العدالة ماتت»، بالإضافة إلى عدد من الهتافات الأخرى منها «مصر يا تكية نهبوكِ شوية حرامية»، و«لا للبنج والمسكنات.. إضراب في الجامعات»، و«يا قيادات الجامعة يا ظالمة.. بكرة القبر هيبقى ضلمة»، و«عايزينها جامعة حرة.. العيشة بقت مرة»، و«الإضراب مشروع مشروع.. ضد الفقر وضد الجوع»، و«ياللى بتسأل مضرب ليه.. قولي الجامعة عملتلي إيه»، و«بدل الجامعة مش هنسيبه.. حق ولادي ولازم أجيبه»، و«واحد اتنين.. العدل يا ريس فين»، ورفعوا لافتات مكتوبا عليها «الجامعة ليست فقط عضو هيئة تدريس»، و«لا للفساد بالجامعة ونهب ثرواتنا»، و«نفسى أحس أنى إنسان.. مش ثور مربوط فى ساقية»، و«موظفو الجامعات خط أحمر»، ولافتات أخرى مكتوبا عليها مطالبهم. المتظاهرون بعد تجمعهم أمام مسلة الجامعة، قاموا بمحاولة دخول الجامعة، إلا أن أمن الجامعة قام بإغلاق الباب الرئيسي من الجامعة لمنع الموظفين من الدخول، مما أدى إلى تجمهر الموظفين أمام الباب وفتح الباب بالقوة، الأمر الذي أجبر أفراد الأمن على الانسحاب من أمام الباب الرئيسي والسماح للموظفين بالدخول، وبعدها قام المتظاهرون بالهتاف أمام القبة، مطالبين جميع الموظفين بمشاركتهم في المظاهرة حيث قاموا بترديد هتاف «الجدع جدع.. والجبان جبان» و«انزل بقى يا عم خلي عندك دم». منسق ائتلاف موظفي الجامعات محمد محمود، قال ل«الدستور الأصلي» إن الائتلاف بدأ في التخطيط للاعتصام، بعد أن تظاهر الموظفون لأكثر من أسبوع وقاموا بعدد من المقابلات مع المسؤولين لم تصل إلى شىء، مضيفا أن الموظفين سيدخلون فى اعتصام مفتوح أمام مجلس الوزراء فى منتصف الأسبوع المقبل. محمود أضاف أن جامعة بورسعيد كان من المفترض أن يشارك موظفوها فى مسيرة أمس، إلا أن أحد الموظفين المشاركين معهم فى الإضراب توفى قبل سفرهم بساعات، مشيرا إلى أن عددا من الجامعات الأخرى لم تتمكن من المشاركة بسبب درجة الحرارة المرتفعة وطول المسافة.