الخطباء في مختلف محافظات مصر يعيشون أجواء ذكري مولد المصطفي- صلي الله عليه وسلم- ومعظمهم ربط سيرته العطرة بالواقع الأليم الذي تحياه الأمة، فقد تحدث إمام أحد مساجد مدينة الفيوم عن رعاية النبي- صلي الله عليه وسلم- لحق الله عز وجل وحق الناس وحق أسرته فلم يطغ أحد منهم علي الآخر وكان نعم الحاكم لرعيته ونعم الأب والزوج لأبنائه وزوجته وكان نعم الجار لجيرانه والصاحب لأصحابه واستطاع بحكمته أن يخرج الأمة من رعاة للغنم إلي قادة للبشر ومن عبيد إلي سادة للأمم وانتقد الإمام بشدة حكامنا الذين ضيعوا حقوق شعوبهم وأضاعوا معهم الأقصي باختلافهم حتي تسلط عليه اليهود وعجزت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عن حتي مجرد الاعتراض علي ما يفعله اليهود بل يجتمعون ليمنحونهم الفرصة ليدمروا ما بقي من الأقصي في ظل غياب وصمت تام لحكامنا الذين اعتبروا أن القضية ليست قضيتهم. أما إمام مسجد «الدش» فقد تناول الشوري في الإسلام واعتبر أن الغرب حاول أن يحرمنا من هذا الخلق القويم بل يسعي هو لتطبيق هذه المبادئ عنده في الوقت الذي يسعي لكي يحرمنا منها، كما انتقد الإمام بشدة من يدعون من الغربيين أن الإسلام انتشر بالسيف متسائلاً كم عدد من قتلوا من المسلمين والمشركين في غزوات الرسول جميعاً بالمقارنة مع عدد من قتلتهم المدنية الحديثة في الحربين العالميتين الأولي والثانية التي أفنت أكثر من 70 مليون مواطن في الوقت الذي لم يزد عدد من قتلوا في غزوات النبي- صلي الله عليه وسلم- علي الألف أو يزيد كثيراً. أما إمام مسجد التقوي فقد تناول في خطبته فتنة النساء معتبراً أنها أم الفتن وأشار إلي أنها تعد فتنة هذا العصر نظراً لانتشار التبرج ضارباً بكل الشرائع والأعراف عرض الحائط وطالب أولياء الأمور بأن يتقوا الله في بناتهم وأن يحرص كل شاب في اختيار زوجته علي صاحبة الخلق القويم والدين السديد داعياً في الوقت نفسه المرأة إلي أن تقوم بدورها الذي خلقها الله من أجله من تنشئة النشء علي الأخلاق ولا تنخدع بالشعارات الجوفاء التي تسعي لتحرير المرأة من كل خلق قويم. وتحدث خطيب مسجد «الرملي» بدمنهور في خطبة تقليدية عن صفات النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- وأهمية اقتداء المصلين بهذه الصفات، مشيراً إلي أن الطريق إلي الجنة يبدأ من حُسن اتباع النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- واكتفي في نهاية خطبته بالدعاء قائلاً: «اللهم ونحن في ذكري مولد النبي المصطفي- صلي الله عليه وسلم- حرر بيت المقدس من دنس اليهود». وقال خطيب مسجد «الرحمة» بالمنصورة إن حب الرسول ليس بالأقاويل ولا بالخطب وإنما بالفعل والتحرك الإيجابي لنصرته والحفاظ علي المقدسات الإسلامية في كل بقعة من بقاع الدنيا وأولاها المسجد الأقصي الذي لم يجد له نصيراً الآن سوي المرابطين أمامه، أما باقي المسلمين فلم يتحرك أحد ومن يتحرك لا يفعل سوي الكلام فقط. وفي بورسعيد انتقد خطيب مسجد «الرحمة» حالة السكوت والاستسلام التي يحياها العرب والمسلمون حكاماً وشعوباً علي ما يحدث للمقدسات الإسلامية علي أرض فلسطين وانتهاك الحرمات وقتل الأطفال واغتصاب النساء في الوقت الذي ينشغل فيه المسلمون بمباريات كرة القدم. وأكد الخطيب أن الخيار الاستراتيجي الذي حدده العرب والمسلمون لأنفسهم وهو السلام عبارة عن «ضرب علي القفا»- علي حد وصفه- في الوقت الذي يختارون هم خياراً واحداً هو خيار الحرب والاعتداء لتأمين أنفسهم ويقتلون أطفالنا ويغتصبون نساءنا ويحتلون مقدساتنا. ووصف خطيب الجمعة الصهاينة المحتلين بأنهم «مجموعة بلطجية» ضموا الحرم الإبراهيمي ومسجد «بلال بن رباح» إلي ما يسمي «آثار يهودية» في حين لا نبالي بأي شيء في الحياة سوي الأكل والشرب والتنزه وابتعد المسلمون عن كتاب الله وسنة رسوله الكريم. وقال الخطيب إن المسلمين لو تجمعوا كما تجمعوا لمشاهدة مباراة مصر وانجلترا ثم هتفوا «الله أكبر» كما هتفوا «جون» وبنفس الحماس علي أعتاب فلسطين دون أن يدخلوا هناك لخرجت إسرائيل من بلاد المسلمين. وأشار خطيب الرحمة إلي أن سورة «التوبة» كشفت نوايا اليهود من الإسلام وأرشدت المسلمين إلي كيفية التعامل مع الخونة منهم وناقضي العهود كما فضحت المنافقين وتضمنت أوامر للمسلمين لابد من تنفيذها مؤكداً أن الدفاع عن الإسلام والشرف والأرض يخص كل مسلم علي وجه الأرض ونصح المصلين بقراءة سورة «التوبة» وتفسيرها لمعرفة حقيقة اليهود التي غابت عن الكثيرين.