لم يكن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ينوى الإشارة إلى تغيير فى العلاقات الأمريكية المصرية الممتدة منذ عقود، عندما صرح يوم الأربعاء ب«أنه لا يجب أن نعتبر مصر حليفا، ولا يجب أن نعتبرها عدوا أيضا»، هذا ما حرص البيت الأبيض على تأكيده أمس فى أعقاب كلمات أوباما المثيرة للجدل. المتحدث باسم البيت الأبيض، تومى فيتور، قال لمجلة «فورين بوليسى» أمس إن الإدارة لا تشير إلى تغيير فى الوضع الحالى. ومصر مصنفة ك«حليف كبير من خارج منظمة حلف شمال الأطلسى (ناتو)». فيتور أشار إلى المكالمة التليفونية التى أجراها أوباما بالرئيس المصرى، قائلا «الناس يقرؤون (تصريح الرئيس) بشكل مبالغ فيه، كلمة (حليف) مصطلح قانونى». وأضاف المتحدث «نحن لا تربطنا بمصر اتفاقية دفاع مشترك مثل حلفائنا فى الناتو. لكن مثلما قال الرئيس، فمصر شريك قوى على مدى طويل للولايات المتحدة، ونحن بنينا على هذا الأساس من خلال دعمنا عملية انتقال مصر إلى الديمقراطية والعمل مع الحكومة الجديدة».
بدورها قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن الخارجية الأمريكية ما زالت تعتبر مصر «حليفا كبيرا من خارج الناتو»، ومن ثم فإنها تستحق الحصول على الامتيازات التى يمنحها هذا التصنيف».
فى السياق ذاته، نقلت «فورين بوليسى» عن مصادر بالإدارة الأمريكية قولها إن تصريح أوباما بأن مصر «ليست حليفا» للولايات المتحدة، لم يكن مرتبا مسبقا، أو معدا من جانب فريق البيت الأبيض، وإن السؤال الذى طرح على الرئيس فى المقابلة التى أجراها مع تليفزيون «تيليموندو» وهو شبكة تبث إرسالها باللغة الإسبانية، لم يكن متوقعا.
لكن خبراء متخصصين فى شؤون الشرق الأوسط، قالوا للمجلة إن كلمات أوباما واللهجة التى تحدث بها من المرجح أنها تعكس شعور الإدارة الأمريكية بأن رد فعل مرسى على الاعتداءات على السفارة الأمريكية فى القاهرة لم يكن قويا بما يكفى.
وقال أندرو تابلر، خبير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الأمريكى، «أعتقد أنها رسالة من أوباما تؤكد أن هذا الأمر سيكلف العلاقات مع مصر، من الناحية البلاغية على الأقل، على المدى القصير.. لقد سمعنا أن الإخوان المسلمين سيكونون شريكا لكن أقوالهم وأفعالهم بالأمس لم تكن مثالا جيدا على هذا الأمر».
وقال تابلر، إنه سواء كانت تصريحات أوباما معدة سلفا أم لا، فإنها تصريحات من العيار الثقيل، مشيرا إلى أن أوباما من المؤكد أنه لم يكن يوجه رسالته إلى المصريين فقط، بل للجماهير الأمريكية كذلك. فالبيت الأبيض فى مهب الانتقادات بسبب بيان صحفى صدر من السفارة الأمريكية فى القاهرة قبيل بداية الاحتجاجات، أدانه المرشح الجمهورى ميت رومنى بوصفه «اعتذارا عن القيم الأمريكية».