قرر المنتخب الأوليمبي لكرة القدم زيارة إسرائيل تحت مسمي اللعب مع منتخب فلسطين، وحينما تدوس أقدام اللاعبين الأرض المحتلة لكي تلعب الكرة فهي تدوس علي مبادئ وحضارة شعب... اسمه شعب مصر... هذا الشعب الجميل... الذي نجح في تحدي التطبيع الذي أرادت بعض الحكومات أن تفرضه عليه والآن أصبح مهدداً من المنتخب الأوليمبي لكرة القدم... وكنا في نقابة المحامين عقب اتفاقية «كامب ديفيد» التي مهدت الطريق أمام الانهيار العربي في مواجهة العدو الصهيوني... نعقد المؤتمرات المتتالية لمواجهة التطبيع....وكان أن تمت دعوة بعض رؤساء الأحزاب إلي مؤتمر شعبي حاشد وكان رئيس أحد الأحزاب قد سافر إلي إسرائيل... فلما هم رئيس هذا الحزب أن يتحدث ضجت القاعة بالهتاف والذي كان نصه «اللي يسافر إسرائيل... يبقي خاين... يبقي عميل وظلت القاعة تردد هذا الهتاف بلا انقطاع حتي قرر النقيب العظيم أحمد الخواجة -رحمه الله- ألا يستضيف في نقابة المحامين أي قيادة سياسية قامت بزيارة إسرائيل، من أجل ذلك فقد تربي هذا الجيل علي أن زيارة إسرائيل هي خيانة وطنية... لأن فيها خيانة لإرادة الشعب... وإرادة الشعب تساوي الدستور... أو هي الدستور الذي لا تجوز مخالفته حتي ولو تمت صياغة قوانين من النوع إياه «اللي بالي بالك»... وحتي لو أصدرت الحكومات قرارات بتوزيع الغاز المصري علي العدو الصهيوني لكي يستخدمه في صناعة الأسلحة التي يقتل بها المسلمين والعرب، وحتي لو قامت الحكومات ببناء سور لخدمة إسرائيل في حصار الشعب الفلسطيني الأعزل... فكل هذا كوم... وقرار الشعب المصري بالمقاطعة كوم آخر. وفي منطقتي الشعبية التي تربيت فيها زار أحد المواطنين إسرائيل بحثاً عن عمل منذ عشرين عاماً أو أكثر... وبغض النظر عن أنه عاد مضروباً علي قفاه لأن الوظيفة الوحيدة المتاحة هي وظيفة «جاسوس»... وبغض النظر عن أنه خاف من هذه الوظيفة، إلا أنه عاد إلي أرض الوطن فلم يجد من يستقبله... ومازال هذا الشاب حتي هذه اللحظة يعيش أسيراً لهذا الخطأ الجسيم... وتغير اسم هذا المواطن وأصبح «اللي راح إسرائيل» فكلما قلت في منطقتنا اسم هذا المواطن «سامي» أكمله لك من يستمع إليك بعبارة «اللي راح إسرائيل ؟!»... حتي أصبحت أتخيل اسمه في البطاقة الشخصية «سامي اللي راح إسرائيل» ولم يعد له أصدقاء... وإذا جلس علي المقهي.. وطلب كوباً من الشاي قال القهوجي بصوت يسمعه الجميع «واحد شاي أي كلام لسامي بتاع إسرائيل» حتي اختفي سامي من المطرية والزيتون وعين شمس قبل عشرة أعوام... والآن يا كباتن مصر فسوف ينقلون لكم آراء مؤيدة للسفر ويأتون لكم بمشايخ تقول لكم: احملوا التأشيرة الصهيونية لأن الضرورات تبيح المحظورات، ولا مانع من أن يستعرضوا أمامكم بعض الآراء الرافضة زيارة إسرائيل من باب حبك المسألة كما تصنع القنوات الفضائية... لكنني أقول لكم لا تلطخوا تاريخكم بهذا الفعل الأسود حتي ولو تم نشر الخبر في الصحف التي يتم الإنفاق عليها من أجل التطبيع، ويتم الضحك علي الذقون بأن المسلمين من اللاعبين سيصلون في المسجد الأقصي وأن المسيحيين سيصلون في كنيسة القيامة... فاعلموا أن اسم المنتخب الأوليمبي سيظل عندنا اسمه «المنتخب اللي راح إسرائيل»... هذا إذا تمت هذه الزيارة، أما «هاني رمزي»- المدير الفني للمنتخب -فلن تنفعه صلاته في كنيسة القيامة كما لن تنفع المسلمين صلاتهم في المسجد الأقصي... وأُذّكر الكابتن هاني رمزي بأن له «بابا» يجب أن يحترم قراره وهو البابا «شنودة» والذي مازال يرفض في إباء دخول الأراضي المحتلة إلا بعد انكشاح الاحتلال الصهيوني الغاشم عنها ويده في يد شعب مصر...«وهو ده البابا»... فاسمع كلام «بابا» يا هاني ولاداعي لأن تجعلنا نطلق عليك «هاني اللي راح إسرائيل».. وأنا شخصياً في غاية الثقة في أن لاعبي المنتخب الأوليمبي سوف يرفضون أن يدوسوا علي المبادئ بأقدامهم، وأن أغلبهم سوف يمتنع عن السفر ..فعار علي منتخب الساجدين أن يتحول إلي منتخب المطبعين. وما تنسوش إن «اللي يسافر إسرائيل... يبقي خاين... يبقي عميل». وعجبي