أصداء وردود أفعال كبيرة وتعليقات متعددة فى أوساط السياسيين حول الهجوم الذى تعرض له موكب الرئيس محمد مرسي، مساء أول من أمس (الأحد)، بالقذف بالأحذية والحجارة من قِبل الجماهير الغاضبة أمام قصر الاتحادية، بسبب رد الفعل الباهت على الهجوم الإرهابي الذى أسفر عن استشهاد 17 جنديًا مصريًا في رفح. كثير من المراقبين رأى فى هذه الحادثة عديدا من المؤشرات الخطيرة التى تشير إلى تحول الجماهير المؤيدة للرئيس مرسي إلى جانب المعارضة له، وهو ما يهدد برد فعل شعبى قوى ضد الرئيس، لا سيما أن أداءه على مدار الفترة الماضية كان غير مرضٍ بالمرة.
الدكتور نبيل عبد الفتاح، الخبير السياسى بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال ل«الدستور الأصلي»: إن هذا التصرف جاء من الكتلة المتحركة وغير الثابتة من غير الإخوان، مشيرا إلى أن هناك كتلة ستكون مؤيدة لمرسى على مدار حكمه سواء نفذ برنامجه أم لا، ولكن الأداء المتراخى لمرسى والحضور والوجود الكثيف وباستمرار فى وسائل الإعلام كان أحد أسباب الضجر السياسى من الخطاب الإعلامى لمرسى بعد أزمة رفح.
الخبير السياسى والاستراتيجى أضاف أنه إذا لم يحدث تغيير نوعى وحقيقى يتجنب أخطاء الفريق الرئاسى ستتزايد أعداد المعارضين له، مشددا على أنه يجب على مرسى التخلص من الأخطاء التى يقع فيها عدد من قيادات جماعة الإخوان، بالإضافة إلى وضعه هو شخصيا فى الجماعة مع القضاء على استمرارية المشكلات اليومية حتى يتسنى له الاستمرار وإلا سيكون الضغط الشعبى كبيرا جدا عليه وينقلب عليه الجميع.
الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، مؤسس الحزب الاشتراكى المصرى، أكد ل«الدستور الأصلي» أن عددا كبيرا من الذين انتخبوا مرسى كان بسبب موقفهم من المرشح الآخر الفريق أحمد شفيق، وهذه الكتل التصويتية غير ثابتة بالمرة وهى من خارج الإخوان وهى تعرف بالكتل الحرجة، بل إن أغلبها معاد للإخوان وفكرهم، واضطرتهم الظروف لانتخاب مرسى، مشيرا إلى أن التباين فى أداء ومواقف مرسى فى الفترة الأخيرة جاء مخيبا للآمال ولم يوجد مردود حقيقى لما قاله سلفا، فالأزمات والمشكلات كما هى بل زدات، فالانفلات الأمنى زاد بصورة كبيرة وأزمات الكهرباء والمياه ناهيك بتشكيل الحكومة الجديدة كل هذه الأمور إشارة إلى أن مرسى سيواجه مصاعب كبيرة وعنفا شديدا ودرجة كبيرة من التوتر ومواجهات قريبة لا سيما فى ظل حالة الإحباط العام التى تنتشر فى الشارع المصرى من رد الفعل الباهت فى ظل وجود نتنياهو وإيهود باراك بعد فترة وجيزة فى موقع الحدث بينما كان الموقف ملتبسًا عندنا.
الدكتور حسن أبو طالب، المحلل السياسى، أشار إلى أن من أيدوا الدكتور محمد مرسى أيدوه دون دراسة جيدة للموقف وكان قرارهم انفعاليا نكاية فى الفريق أحمد شفيق دون التعمق فى دور جماعة الإخوان المسلمين طوال السنوات الماضية، لافتا إلى أن من دعموه سابقا تغير موقفهم منه، مدللاً على كلامه بموقف الإعلامى حمدى قنديل الذى أعلن نعيه للشراكة مع الرئاسة والتى كانت حدثت قبل جولة الإعادة.