مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، بدأت القرابين التى يقدمها المرشحون لإسرائيل، لنيل رضا اليهود، سواء بوعود لحمايتها ينفذها بعد ذلك أو اتفاقيات جديدة أو زيادة فى المعونات السنوية، ويظهر المرشح كلاعب سيرك يقوم بكل حركاته البهلوانية لإرضاء تل أبيب والحصول على أكبر قدر من الأصوات الانتخابية التى قوامها يهود أمريكا وإسرائيل. رومنى فى زيارته إلى الدولة العبرية لم يترك أى مناسبة ل«تقطيع» خصمه الرئيس الديمقراطى باراك أوباما، وانتقاد سياساته، وبخاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، وانتفاضات الربيع العربى. رومنى الذى سينافس أوباما فى انتخابات رئاسية فى نوفمبر القادم، يعترض حتى على تسمية «الربيع العربى» ويقول إنها «تطورات» جعلت الشرق الأوسط مكانا «أكثر خطورة وفوضوية»، حسبما قال فى حوار خاص أجرته معه صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية.
رومنى فى الحوار عبّر عن «إحباطه» لوصول الإسلاميين إلى السلطة فى كل من تونس والمغرب وقال «نحن قلقون للغاية لأنْ نرى الزعيم الجديد لمصر إسلاميًّا، وأملنا أن نحرك تلك الأمم باتجاه رؤية أكثر حداثة للعالم، وبحيث لا يمثلون تهديدا لجيرانهم والأمم الأخرى حول العالم». لكنه بعيدا عن الربيع العربى كما يراه رومنى، فالمليونير قدم أوراق اعتماده بقوة لإسرائيل، حيث أكد أن القدس عاصمة لإسرائيل، مكررا ما قاله رؤساء الإدارات الأمريكية المتعاقبة من قبله، مضيفا «أشعر بتأثر كبير لوجودى فى القدس عاصمة إسرائيل».
زيارة حائط البراق الفلسطينى -الذى استولى عليه اليهود ويسمونه «حائط المبكى»- كانت حركة بهلوانية أخرى من رومنى لاسترضاء الناخب اليهودى، حيث قام المرشح الأمريكى بزيارته هو وزوجته آن، ورافقهما شاموئيل رابينوفيتش المعروف باسم حاخام الحائط، علما بأن هذا الحاخام هو نفسه الذى رافق فى السابق الرئيس أوباما خلال زيارته إلى المكان عام 2008. مصر كانت أيضا على رأس الموضوعات التى ناقشها رومنى مع مسؤولى تل أبيب، ووفقا لما نقلته وسائل الإعلام العبرية وعلى رأسها القناة السابعة الإسرائيلية وصحيفتا «ميجافون» و«معاريف» العبريتين، فقد التقى رومنى الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز مساء أول من أمس «الأحد» وتحدثا عن التغيرات الاستراتيجية التى تمر بها المنطقة كمصر وسوريا وعملية السلام بين تل أبيب والفلسطينيين وغيرها.
