«مافيش فلوس»، مبرر آخر لانقطاع الكهرباء الذى يعانى منه المصريون، يقدمه الدكتور على الصعيدي، وزير الكهرباء والطاقة السابق، موضحا ل«الدستور الأصلي» أن السبب الرئيسى للانقطاع يرجع إلى الظروف التى يمر بها قطاع الكهرباء من أزمات التمويل الخاصة بتمويل وإنشاء محطات جديدة وكذلك أزمة الوقود، حيث تعانى المحطات من نقص فى الغاز والوقود اللازم لتشغيل المحطات بكامل طاقتها، مشيرا إلى أن هناك ازديادا فى الاحتياجات واستهلاك الكهرباء مع بقاء عدد المحطات كما هى دون زيادة أو تطوير. الصعيدى أضاف أن محطات الكهرباء تحتاج إلى تمويل ضخم، فى حين أن كل المؤسسات الدولية سواء البنك الدولى أو الاتحاد الأوروبى قد رفعوا أياديهم عن عمليات التمويل للمحطات المصرية، وبالتالى كانت زيادة الضغط على المحطات القائمة وزيادة الاستهلاك، وبالتالى لم تكن أمام مسؤولى الكهرباء حلول أخرى غير تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء حتى لا تتعرض الشبكات للانهيار، منوها بأن الحديث عن تطوير شبكات ومحطات الكهرباء كان لا بد من الحديث عنه والبدء فيه قبل عشر سنوات من الآن، ولكن الآن لا يوجد سوى الحلول السريعة، والتى منها ترشيد الاستهلاك، وفى نفس الوقت تقوم الحكومة ببناء وإنشاء محطة جديدة فى غضون عام ونصف والعام، ولكن تبقى المشكلة فى الموارد والإمكانيات اللازمة لإنشاء هذه المحطة. الصعيدى أوضح أن احتياجات مصر من الكهرباء تتطلب زيادة بنسبة 10% عن الاحتياجات الحالية، والتى تقدر بنحو 300 ميجاوات فى ظل المحطات الموجودة حاليا، وهذه الكمية من الميجاواتات تحتاج إلى 3 مليارات دولار كتمويل، وهى نفس المشكلة التى تعانى منها محطة السويس فى ظل عدم وجود جهات تمويل واقتصاره على البنوك المصرية فقط، فى حين أن الدولة تحتاج إلى العملة الصعبة وهو ما أخر تنفيذ محطة السويس لمدة عام من دون تنفيذ. وزير الكهرباء السابق كشف ل«التحرير» عن وجود أزمة منذ العام الماضى فى الوقود الخاص بتشغيل محطات الكهرباء على مستوى محافظات الجمهورية، نظرا لعدم وجود عملة صعبة لاستيراد الوقود من الخارج، قائلا إن معظم المحطات تعمل بنصف طاقاتها بسبب أزمة الوقود، مشيرا إلى أن عدم إنشاء محطات جديدة لتخفيف الضغط من على المحطات القائمة يرجع إلى عدم وجود سيولة كافية لمثل هذا الغرض.
الصعيدى شدد على أن شبكات الكهرباء الموجودة على مستوى محافظات مصر معرضة للانهيار والتهالك بسبب كثرة الضغط عليها فى ظل زيادة الاستهلاك الذى يزيد كل عام عن العام السابق عليه، وعدم الصيانة بشكل دورى على الرغم من أن هذه الشبكات لا تحتاج إلى فن هندسى كبير، وكل هذا مهدد بالحدوث فى حالة عدم وجود تمويل كاف، وإقامة محطات جديدة وتحويل الشبكات عليها لتخفيف الضغط.