أبرزت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، واقعة تعرض موكب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للرشق بالطماطم في مدينة الإسكندرية في ختام جولتها لمصر، التي التقت خلالها الرئيس محمد مرسي والمشير محمد حسين طنطاوي، قائلة إنه على الرغم من ذلك فالوزيرة أشادت ب"لحظة التغيير والتحول في المنطقة".
وعلقت البوست بالقول إن هذه اللحظة التي تحدثت عنها كلينتون ربما أفضل ما يلخصها هو الزيارة التي جاءت على مضض والتقت خلالها رئيس البلد المنتخب، الإسلامي محمد مرسي.
وقالت الصحيفة إنه في ختام زيارة كلينتون لمصر، بينما كانت في الاسكندرية، تفتتح قنصلية بلادها هناك، كان المئات من المتظاهرين يلوحون بالأحذية أثناء مرور موكبها وهم يهتفون "مونيكا، مونيكا!" قبل أن يرشقوا موكبها بالطماطم والأحذية. وقالت الصحيفة إن الشتائم التي وجهت لكلينتون كانت تشير إلى فضيحة مرت بها عندما كانت سيدة أمريكا الأولى في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان زوجها بيل كلينتون، رئيس الولاياتالمتحدة آنذاك على علاقة بسيدة شابة هي مونيكا لونيسكي.
ولفتت الصحيفة إلى أن رمي الأحذية هو إهانة تعبر عن الاحتقار في العالم العربي، حيث سبق للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن أن تعرض لرشقة حذاء من صحفي عراقي أثناء مؤتمر صحفي في بغداد عام 2008.
لم يكن واضحا من هم المتظاهرون – تقول البوست – لكن كلينتون كان في استقبالها مئات الآلاف من المحتجين في القاهرة من بينهم العديد من مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك.
وتضيف أنه في وقت تملأ فيه الإشاعات والمخاوف الفراغ السياسي في أنحاء مصر، فإن كثيرا من المحتجين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة، التي ساندت مبارك لعقود، تقف الآن وراء صعود الإخوان المسلمين بصورة أو بأخرى.
كما تشير الصحيفة إلى أن انتخاب مرسي، وهو قيادي سابق بجماعة الإخوان المسلمين، وسجنه مبارك في السابق، أثار أيضا حالة من القلق بين القادة الإسرائيليين عما إذا كانت الترتيبات الأمنية بين القاهرة وتل أبيب سوف تستمر وسط هذه البيئة السياسية المتغيرة.
وتقول البوست إن كلينتون كانت تنوي في لقاءاتها في مصر يوم الاثنين أن تنقل إلى الإسرائيليين تعهد مرسي بالالتزام باتفاقية السلام.
لكن العديد من المحللين الإسرائيليين يتوقعون أن القضية الأكثر إلحاحا على أجندة كلينتون هي الجهود الدولية لإحباط برنامج إيران النووي.