إذا كنت تستمع إلى ألبوم أبو الليف «غيّر اسمه إلى أبو الريش» ثم سوبر ليفا الجديد وأنت محمَّل بمشاعر سلبية ناحية اللون الذى يقدمه، فبالطبع سوف تنسى مشاعرك هذه عندما تبدأ الأغنيات فى التوالى، ولن تستهيَف أبدا بما يفعله هذا الرجل الذى يقدم غناءً جديدا يستحق التحية. يكفى أن مؤلف أغنيات «خليك فى النور يا أَمّور» الاثنتى عشرة هو أيمن بهجت قمر، الذى تنتظر أنت عزيزى المستمع تتراته الرمضانية من العام للعام، فها هو جاء إليك بوجبة خفيفة الدم، مكتوبة بذكاء وبساطة، تبدأ ب«أعوذ بالله» التى يشارك موزعها توما فى غنائها، وأيمن يفاجئنا كالعادة بألفاظه التى لا يقترب منها غيره.
موضوع أكثر إثارة للجدل فى «بنت الناس»، وأبو الليف يظهر فيه قدرات أخرى لصوته، كذلك الملحن محمد يحيي والموزع على فتح الله قدما توليفة موسيقية مبهجة وقوية جدا، رغم أن كثيرين قد يختلفون مع فكرة الأغنية، لكنهم سيكملونها عن آخرها، ويصفقون معها وبعدها، الجيتارات المفرحة فى «هتفرج علينا» تضفي جوا شبابيا على الأغنية التى يقدم بها هشام عباس مشاركة متميزة تزيد من رشاقة الأغنية المتفائلة، القانون والرق والناى تكمل مسيرة الأفكار المختلفة فى الكلمات والمزيكا التى يقدمها الألبوم: «يا اخوانّا يا ناس هاتجنّ قالك أبو الهول أصنام.
الموهبة نمبر وان ومش محتاجة عَلَام»، بعض مما قاله فى «طقطوقة الفن» وهى رسالة لكل متشدد يهاجم الفن؟ فمن أين سيأتون بكلمات يردون بها؟ «بقينا بزمبلك» يهاجم فيها بقوة المتحولين، والمنافقين بخفة لا يستحقونها: «هتاخد إيه من ناس عاشوا شوف كام سنة يمأمؤوا فى اسطبل»، وفى «الطاووس» يواصل الطرق على الموضوعات السياسية والإجتماعية التى نعيشها، ويغنى فيها من مناطق منخفضة وصادقة من صوته علَى كمان ماجد سرور الباكى: «همّ شافوا حاجة لسه»، كأنه يتحدث عن مبارك وأعوانه، لا يمكنك أن تجزم لكن الهاجس لن يغادرك.
المؤثرات الصوتية بطل مهم فى الألبوم تخدم الأغنية، ولا تطغى على صوت مطربها، تطل أيضا فى «تاكس 2»، المفارقة أن الرجل يقارن بجبروت بين شوارع مصر وهوائها وناسها وجو باريس.
«تاتا تاتا» رتم شرقى تماما، فى «نينا أهو»، وأبو الريش يتفوق على نفسه، ويفتح لصوته أبوابا جديدة.
لا ينسى أيضا الأطفال حينما يغنى ل«جدو»، رغم أن البعض قد يعتبر رسائل الألبوم أخلاقية مباشرة، لكن هل وجدوا أغنيات فكاهية ولها معنى ومعمولة بضمير مثلها؟ نصيحة.. عليك أن تستمع إلى هذه الأغنية المختلفة «خلّيك فى النور يا أَمّور».