«شاي بالياسمين».. تهمة ابتدعها نجل مرسي لتتصدر صفحات الهجوم الإخوانية على الرموز الوطنية بالفيسبوك إعتداءات بالضرب بالجملة على نشطاء بالميدان .. سميرة إبراهيم و رضا عبد العزيز يحكون للتحرير تفاصيل الإشتباك معهم احد شباب الثورة: انا مؤيد لقرار مرسي لكن عيب على الإخوان اللى تخلوا عن الميدان في محمد محمود ان يرددوا هذه الإتهامات على البرادعي و غيره لمجرد الاختلاف في الرأى"
لم تكن مجرد مصادفة ان تقوم فرق الجوالة من شباب الإخوان بالإعتداء بالضرب و الركل على الثوار ممن ذهبوا للبرلمان في اول ايام تشكيله يناير الماضي بإختصار نحن نواجه منذ هذا اليوم و حتى الآن أسلوب ممنهج للتعامل مع من يخالفهم بالرأى و لا عزاء لكل ما يتشدقون به عن الترببة الأخلاقية المتلزمة و التحلي بخلق الديني القويم .
ما نقوله ليس إدعاء عليهم و لكنه بعض مما يقترفون على صفحات التواصل الإجتماعي من سباب و تشويه لرموز طالما شهدوا هم انفسهم بوطنيتها و تمزيق ملابس معارضيهم على سلالم مجلس الدولة بل و الإعتداء بالضرب على عدد من الشباب داخل الميدان .
فمع بدء القوى السياسية و موزرها إعلان موقفهم من قرار الرئيس بعودة مجلس الشعب نشطت اللجنة الإلكترونية للجماعة من خلال عدة صفحات تابعة لهم أشهرها "انت عيل إخوانجي" في عمل قائمتي للشرف و القرف و كله من وجهة نظرهم وحدهم بالتأكيد، لم تردعهم قامة الأسماء التي تضاف الى الجانب المعارض من إتخاذ خطاب أكثر إعتدالاً في التعامل مع من يخالفهم الرأى بل استمرت وصلات الإتهام بالخيانة و العمالة، فبعد ان كان حمدين صباحي هو المستهدف الوحيد منذ إعلان نتيجة الإنتخابات بالجولة الأولى أدخلوا على نفس الخط الدكتور محمد البرادعي و رددوا نفس الكلمة "شارب شاي بالياسمين" في إشارة لتغييره مواقفة السياسية مقابل مواءمات او قبول صفقات سرية او حتى رشاوى، الغريب كما جاء في رد احد الشباب عليهم على صفحة الفيس بوك "الإخوان عملوا برنت سكرين لمواقف البرادعي من الإعلان الدستوري و رفض وضع التشريع في يد العسكر و موقفه الآن من قرار الرئيس و اعتبروا في هذا تراجع عن موقفه لا محاولة لإيجاد مخرج اكثر جدية و تحدي و هو ما يعكس لا تدني خلقي فقط و لكن عقلي أيضا!!" اما خالد على الذي طالما استشهدوا بمعاركه داخل مجلس الدولة فقد كان هدف رئيسى على سلالمه قبل يومين و على المواقع الإلكترونية تم التهكم لا على الدعوى القضائية التي حركها فقط و لكن على ما طرحه قبل شهور عن تشكيل "مجلس رئاسي" و اعتبره شباب الإخوان بالنص "هبل!!" اما حمدين فقد بقى يحصد نصيب الأسد من الهجوم الذي يكشف عقيلة صاحبه فانتشرت على صفحاتهم صورة تنتقد مشاركة حمدين صباحي يوم 2 يونيو يمظاهرة تطالب ب"تطهير القضاء" و موقفه اليوم و اعتبروا في ذلك قمة التناقض و التلون!! بالإضافة بالطبع للتهمة التي ابتدعها نجل الرئيس و هى "شرب الشاى بالياسمين".
الأمر لم يقتصر على الرموز فقط و لكن نشط في شكل حملة تعليقات و حرب واسعة ضد كل من يتجرأ على تناول مرسي بأى نقد بما في ذلك التساؤل حول ضرورة وجود قرارات سياسية أسرع مثل العفو عن السياسيين و الحد الأدني للأجور و غيرها، و هو الأداء الذي أثار حفيظة المؤيدين قبل الرافضين لقرار عودة البرلمان، و جاءتهم كثير من الردود منه ما كتبه احد المستخدمين قائلاً :"اى حد يتابع صفحتي هيعرف اني مع قرار مرسي لكن عيب اوى اللى الاخوان بيعملوه مع البرادعي لمجرد انه مش مع القرار و هو ما لا يقارن بالتأكيد مع تخليهم عن الثوار في محمد محمود!!" .
نفس الصورة انتقلت من الفضاء الإلكتروني لأرض الواقع و لم يقتصر الأمر على تمزيق ملابس حمدي الفخراني على سلالم مجلس الدولة و لكن و على طوال شهر و هى فترة نزول الإخوان للميدان بعد إجراء إنتخابات جولة الإعادة و قد رصدت التحرير هنا شهادات عدد منهم نبدأها مع رضا عبد العزيز هو أحد الشباب الذين فقدوا عيناه الاثنين خلال أحداث شارع محمد محمود ، قال : تم طردى من الميدان بل وضربي على يد بعض أعضاء الجماعة الإخوان وذلك بعد أن هتفت " يسقط يسقط حكم المرشد " هذا الهتاف أثار غضب المحتشدين في الميدان الذين اعتبروه حكراً لهم وليس ساحة لإبداء الرأي كما كان منذ ثورة يناير، قال رضا: أحدهم قام بصفعي على وجهي وقام آخر بركلي بالقدم حتي سقطت على الأرض.
المثير للدهشة أن شبكة رصد الإخباريه وهي أحد أبرز وسائل الإعلام التابعه لجماعة الإخوان المسلمين بثت خبراً مساء أمس السبت مرفق به صورة لرضا وهو يتوسط شابين وتباهي برضا باعتباره من مصابي الثورة ونزل للتضامن مع مطالب الميدان ، وهو مانفاه رضا مؤكدا أن نزوله ليس للتضامن مع مطالب الاخوان ولكن من أجل التظاهر ضد الاستبداد سواء بحكم العسكر أو بحكم الدين ، رافضاً الاعلان الدستوري المكمل وقرار الضبطية القضائية ، ولم يكن نزوله خاص بمرسي او شفيق .
سميره إبراهيم هى الأخرى حكت للدستور الأصلي قائلة : كنت في المديان و تناقشت مع بعضهم عن سبب إخراج الباعه الجائلين منه بطريقه وحشيه وهمجية دون أي مبررات سوى أنهم يحضرون لاستقبال الرئيس محمد مرسي " حسب قولها "، و كان الرد هو " الريس جاي و لازم ننضف الميدان من الاشكال ديه " ، بعدها تطوع شاب إخواني آخر فقال لى: لماذا تأتي انت الي الميدان و انت دائما تهاجمين الاخوان اطلعي بره، فرددت عليه : إنه ميداني مثل ما هو ميدانك و لي الحق التواجد في الميدان في اي وقت وأي يوم ، تابعت سميره قائلة : تم التطاول بالأيدي علي والهتاف بره بره و كان برفقتي احد الزملاء من الناشطين الذي دفعني بعيدا عن ايدهم ليحمني من بطش الاخوان .