بعد فرحة كبيرة تبعت إعلان فوز مرشح الإخوان المسلمون الدكتور محمد مرسي، ينتقل الكاتب الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك للحديث عن المشكلات الواقعية التي تواجه الرئيس الجديد. بداية، يرى الكاتب المتخصص في شئون الشرق الأوسط في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إن الخطاب الاسترضائي للرئيس الجديد لم يعكس سوى جهد قليل مبذول فيه إلى حد جعل الجيش والشرطة يجدان فيه نوعا من المدح الموجه للمرحلة الأخيرة التي مرت بها مصر في ثورتها، إلا إنه استطرد قائلا إن مرسي يبدأ خطواته على الطريق نحو مصر ديمقراطية وسط مخاوف أنصار مبارك القدامى ورجال الأعمال والمسيحيين، بينما رجال المجلس العسكري يعكفون على سحق كل السلطات التي من المفترض أن يتولاها أي رئيس لمصر، فلا يوجد لديه دستور أو برلمان حتى إنه لايملك الحق في توجيه الأوامر لجيشه.
من ناحية أخرى، يلفت فيسك النظر إلى أن اللهجة الودودة التي غلفت حديث مرسي الموجه لايران ستثير غضب هذه «الوحوش» ضده أيضا، فالسعودية التي ثارت مزاعم عن تمويلها بكثافة لحملة الإخوان المسلمين، ها هي الآن تجد مرسي يخاطب النظام الشيعي بحب بل ويتحدث عن إمكانية تطبيع العلاقات معه، هذا النظام الذي يكن له آل سعود كراهية شديدة.
يضيف فيسك إن الإخوان المسلمون لابد أنهم فرحون لموت ولي العهد السابق الأمير نايف الذي لن يكون بالتالي ملكا للسعودية، ف«نايف» الذي ظل على علاقة جيدة بوزير داخلية مبارك العادلي حتى النهاية، كان يحمل سوطه دوما ضد الإخوان.
ينتقل فيسك للحديث عن العسكر الذين خلعوا عن مرسي معظم صلاحياته كرئيس وأعادوا فرض ما يعتبر أحكاما عرفية أو عسكرية متمثلة في قانون منح حق الضبطية القضائية للعسكريين بالإضافة لعدم احترامهم وعدهم بترك السلطة بعد انتخابات الرئاسة.
على الجانب الآخر، يشير فيسك لظاهرة الخوف من الأجانب واعتبارهم جواسيس من خلال حملة دعاية بثها التليفزيون المصري مؤخرا تروج لهذه الفكرة، إضافة للتعديات المخالفة للقانون والمنتشرة بطول مصر، ومنها على سبيل المثال التعدي على الأراضي الزراعية في الدلتا بإنشاء المبان عليها. كل هذه المشاكل تعد نماذج لما يواجهه الرئيس الجديد.
في ختام مقاله، يوضح فيسك ان الثوار الحقيقيين سيتجهون أكثر للتواصل مع فقراء مصر الذين انتخبوا مرسي مذكرا بقول اليساري التونسي «حبيب آيب» لأحد الصحفيين المصريين من قبل أن أولئك من أسموا ثورة بلاده بثورة الياسمين فشلوا في إدارك حقيقة ان الثوار التونسيين الحقيقيين المنتمين على الأغلب لم يروا الياسمين في حياتهم من قبل، ويضيف فيسك قائلا:« واليوم هناك الكثير من المصريين يعتقدون إنهم لم يروا أبدا الربيع العربي».